الحسين الباني .. سيّد الرجال الذي لا يُنسى
د. خلف الحمّاد
07-02-2023 10:38 AM
يستذكر الأردنيون في السابع من شباط من كل عام ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال باني الأردن الحديث، والبيعة لجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني حفظه الله وأمد في عمره.
نودي بالمغفور له ملِكا على الأردن في الحادي عشر من شهر آب عام 1952، ولما كان في السابعة عشرة من عمره، آنذاك تم تشكيل مجلس وصاية على العرش كان يدير الأمور في البلاد إلى أن أكمل جلالته سن الثامنة عشرة من عمره؛ ليتسلم سلطاته الدستورية في الثاني من أيار عام 1953 .
بدأ الملك الراحل بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار عام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الأكفاء، ومن ثم إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في 13 آذار عام 1957 وأولى جلالته القوات المسلحة الاهتمام الخاص بالتطوير، والتحديث منذ البدء لتكون قوات تتميز بالاحترافية والانضباطية حتى غدت قوات عالمية تشارك بمهام حفظ السلام الدولية في مناطق النزاع المختلفة في العالم.
وكان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة على الصعد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية كافة هاجس الحسين طيب الله ثراه منذ أن تسلم سلطاته الدستورية حتى وفاته، فقد حمل الرسالة وأدى الأمانة وقاد المسيرة، وكرّس حياته لرفع شأن العرب وتوحيد صفوفهم لمواجهة أعدائهم.
نستذكر مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز، مسيرة كبيرة وعظيمة كان يقودها الحسين الباني طيب الله ثراه، الزعيم الذي يُشار إليه بالبنان، فقد قاد وطننا الحبيب في أصعب الظروف والتحديات التي مرت بها المنطقة، وبفضل سياسته وحنكته استطاع أن يوصل الأردن إلى بر الأمان على مدى عقود طويلة، وأن يحافظ على أمنه واستقراره ووحدته.
إن لهذه الذكرى مدلولاتٍ عميقةً في وجدان كل الأردنيين، فالحسين ليس ملِكا وقائدا فحسب، بل إنه الأب الحاني لكل الأردنيين الذين ترعرعوا في كنفه أعواما مديدة؛ مسلحين بالأمل والعمل يستمدون من مليكهم الراحل القوة والعزم والإصرار لتحقيق كل ما من شأنه ازدهار الوطن الأعز والشعب الذي قال فيه: "إنني أحب هذا الشعب حبا عظيما، فلولاه لما كنت شيئاً مذكورا"، فالهاشميون ما فتئوا أن قدّموا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الأردن وشعبه، فإنجازاتهم لا تعد ولا تحصى على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، والعمل العربي المشترك.
برحيل الحسين تسلم الراية جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يعَدّ الزعيمَ العربيَّ الأوحدَ الذي ترك أثرا واضحا لدى الرأي العام الغربي وقادتِه عن قضايا منطقتنا بحكم معرفته العميقة وحنكته السياسية، وإعطاءِ الحلول المثلى لهذه القضايا، فهو خيرُ من يدافع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضيةُ العرب الأولى القضيةُ المركزية فلسطينُ الحبيبة، فالملك صاحبُ الإرث الهاشمي بالوصاية على القدس ومقدساتها، ويقود سفينة الوطن إلى بر الأمان، والمزيد من الاستقرار، ويعزز البناء والنهضة والتطور في ظل إقليم مضطرب سياسيا وامنيا واقتصاديا.
رحم الله الحسين الباني، وحفظ الملك المعزز عبد الله الثاني، وحمى الأردن الغالي وشعبه العظيم.
(الراي)