عمون- السعادة تكمن في أن نعيش كل يوم بأمل جديد ونتعامل مع التحديات بعمل جديد. فالحياة تستدعي منا أن ننظر إلى المستقبل ونترك الماضي وراءنا، مع الاحتفاظ فقط بالذكريات السعيدة. ولتحقيق السعادة، يجب على الإنسان أن يعتمد على الشكر والصبر والاستغفار.
لا يمكن للعالم بأكمله أن يجعلك سعيدًا إذا كنت تشعر بالحزن والكآبة في داخلك. فالسعادة تنبع من الداخل، ولا يمكن للعوامل الخارجية أن تمنحنا السعادة الحقيقية. إن المستقبل لن يحقق السعادة بنفسه ولن يعوضنا عن تعاسة الماضي، بل علينا أن نتخذ خطوات نحو تحقيق السعادة بأنفسنا.
هناك ثلاثة أشخاص لا يستطيعون تحقيق السعادة: الأول هو الشخص الأناني الذي يسعى فقط لتحقيق سعادته الشخصية، والثاني هو الشخص الذي يتبنى مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" ولا يهمه ما إذا كان ما يسعى إليه حلالًا أم حرامًا، والثالث هو الشخص الذي لا يرضى بما لديه ويحسد ما عند الآخرين.
يعتبر تذكر نعم الله علينا من أهم أسباب السعادة. عندما تشعر بالحزن، يجب أن تتذكر أن الله قد أعطاك الصحة ومنحها لكثير من الناس، وإذا منعت منها فيجب أن تبحث عن العوض الذي يقدمه الله لك. فالله يعوضنا بما يرضينا، سواء كان ذلك في شكل مال، أو أبناء صالحين، أو أمهات محنونات.
لا أحد مسؤول عن سعادتك سوى نفسك. أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجعل نفسه سعيدًا أو يدفعها إلى الحزن والبؤس. السعادة تكمن في أن تستمع إلى كل ما يحدث من حولك، حتى الأشياء الغير حية، وتعتقد أنك تستحق الحياة. تكمن السعادة في إيمانك بأن قوتك الداخلية قادرة على تغيير الأشياء الصعبة، وأهمها تغيير نفسك. عليك ألا تتعب من عد النجوم، وأن تحمل ابتسامة على وجهك لا تتأثر بشحوب الليل. عليك أن تتقبل التجاعيد التي تظهر على وجهك يومًا بعد يوم دون أن تشعر بأنك تشيخ. يمكنك أن تتحدث إلى نفسك لساعات دون أن تشعر بالوحدة، وأن تستمع إلى أغاني حزينة جميلة دون أن تجد نفسك تتأثر بآلامك النسيانة.
السعادة تكمن في القدرة على الحب بصورة طبيعية، بدون أن يصبح الحب هاجسًا لنا. يجب أن نحظى بالحب كما يحظى به الآخرون، وأن نستمتع به كما يستمتعون به. يجب أن نحب بصدق وبدون تصنع. يمكننا أن نحقق السعادة الحقيقية عندما نعيش حياتنا بالطريقة التي تجعلنا سعداء وتتوافق مع قيمنا واهتماماتنا الشخصية.
السعادة تكمن في اكتشاف الأشياء التي تجعلنا سعداء وتعطي حياتنا معنى. يجب علينا أن نبحث عن الأنشطة والهوايات التي تلهمنا وتجعلنا نشعر بالفرح والارتياح. يمكن للسعادة أن تأتي من التفاعل مع الآخرين ومساعدتهم وإسعادهم أيضًا. عندما نفعل الخير ونشارك السعادة مع الآخرين، فإننا نشعر بالرضا العميق والسعادة الحقيقية.
في النهاية، السعادة هي رحلة داخلية تتطلب توجيه النظر إلى الداخل واكتشاف الأشياء التي تجعلنا سعداء وتعطي حياتنا قيمة. إنها تأتي من الشكر والصبر والاستغفار وتحقيق التوازن في حياتنا. علينا أن نتذكر أننا وحدنا مسؤولون عن سعادتنا وأنه يجب أن نعمل على تحقيقها بالطرق التي تناسبنا.