كنت في احدى مديريات دائرة الاراضي والمساحة ورأيت العجب ومسّني الغضب.اسفا على الوظيفة العامة وما اعتراها من ترهل وكسل وما شاب شيبها وشبابها من " نشافة "، كانت العديد من كراسي الموظفين فارغة ، وكان العديد من الموظفين والمراجعين ايضا، يدخنون علانية "و أشكرا خبر" وكانوا يتبادلون " الولعة "، رغم حظر التدخين في الاماكن العامة، ورغم انه توجد يافطة واضحة للعيان، وبخط كوفي حالك السواد، مكتوب عليها ان التدخين ممنوع.
كنت بصحبة البروفيسور جميل الجريسات المقيم في الولايات المتحدة الامريكية في شأن له صلة بمعاملة ارض. فوجئنا بعد مرحلة مضنية من الطلبات ان علينا ان ندفع الرسوم في البنك وان دائرة الاراضي لم تعد تستلم الرسوم مهما علا رقم هذه الرسوم او سفل.
وفوجئنا بطلب غريب هو وجوب اصطحاب مساح لتصوير الارض من الجهات الاربع ( الكلفة لا تزيد على 60 دينارا لا داعي لهدرها )،علما ان " الداتا " موجودة لدى دائرة الاراضي وهي بنكنا الوطني في ما يخص حاجتنا الى اية بيانات عن املاكنا!!
وقد تعاقب على التقدم نحونا – مشكورين –، عدد من الموظفين الطيبين يسألوننا ان كنا على وضوء ام لا ، وان كنت وصاحبي جاهزين للصلاة. ولما كنت اذكرهم بالتأخير في انجاز المعاملة، واننا هنا منذ ساعات، كان صاحب الوجه البشوش يذكرنا، بأن العجلة من الشيطان وان التمهل من الرحمن ، و يقول باسما: " في العجلة الندامة وفي التأني السلامة ".
وقد نهرنا مرة بلطف، عندما الححنا في انجاز المعاملة، قائلا ولكن بدون بشاشة هذه المرة : على ايش مستعجلين !! ولم يرق له قولي، عندما قلت له، ان السرعة المكروهة والتي هي من الشيطان، هي سرعة قيادة السيارة بسرعة انتحارية، وليست سرعة تصريف شؤون المواطنين !!
Assem.alabed@gmail.com