بعد البادية، ولي العهد في ديرعلا
د. ثروت محمد المصالحة
03-02-2023 08:24 PM
كانت زيارة سمو ولي العهد للواء دير علا وتشريفه لنا مناسبة اتصالية هامة في علاقة المسؤول بالمواطن، وهو ما دأب عليه جلالة الملك عبدالله والملك الراحل الحسين وينسج على خطاهم سمو ولي العهد الأمير الحسين.
يقع لواء دير علا في منتصف الغور الأوسط وبدوره يشكل واسطة العقد بين الجزئيين الشمالي والجنوبي ، وكل له سماته وخصائصه في موضوعي الزراعة والمناخ.. ففي الشمال تكثر الحمضيات والأشجار المثمرة ووفرة اكثر في المطر، وفي الوسط تكثر زراعة الخضار والنخيل والموز.. أما الغور الجنوبي.. ففيه البوتاس والخضار والنخيل.. وما زال معظمه في حاجة للاستثمار بما يناسب طبيعته.
بعد ان ألقى ولي العهد كلمته اصغى باهتمام الى كلمات المدعوين الذين مثلوا مختلف المكونات الاجتماعية في اللواء ووصف سموه الوادي بأنه " سلة غذاء " الأردن مؤكداً حرص القيادة على الاستمرار في تنمية ومعالجة قضاياه.
ودار الحوار بصورة منظمة وبناء على طلب سمو الأمير فقد تحدث كل من يرغب من الحضور الكريم وعرضوا بكلماتهم مشاكل الزراعة المزمنة لا سيما التسويق وطرحوا قضايا عديدة من بينها التحديث السياسي والبطالة والتصنيع الزراعي والتصدير للمنتجات الزراعية الوفيرة، وارتفاع كلفة الطاقة وتشجيع السياحة والتعليم الحرفي وقضايا المرأة والعمل التطوعي والخدمات الصحية وتطوير البنية التحتية لهذه المنطقة المنتجة.
كان ولي العهد يسجل ملاحظات واراء المتحدثين ومطالبهم بكل عناية.. وهو يدرك والقيادة أهمية هذا اللواء وكل وادي الأردن الذي يعد منطقة حدودية تصل الأردن بفلسطين المحتلة، وفي الوقت ذاته على خط الحدود مع دولة الاحتلال في منطقتي الشمال والجنوب من الوادي.
وفي الغور الأوسط يوجد جسر داميا الذي بقي يعمل كصلة رابطة بين الوادي ومدن الضفة الغربية وخاصة نابلس التي كانت محطة تعلم لبعض أبناء الوادي وسوقاً لمحاصيلهم ومنتجاتهم المختلفة.
وقد شهدت هذه المنطقة تحديدا احد مسارات العدوان الإسرائيلي على الضفة الشرقية في معركة الكرامة عام ١٩٦٨ وقد دمرت قواتنا الباسلة العديد من دبابات وآليات العدو قبل ان يولي ادباره هارباً فيما اعتبر اول انتصار عربي بعد نكسة حزيران عام ١٩٦٧ وقامت قواتنا بجمع هذه الاليات بعضها كغنائم حرب لتلك المعركة.
كما شهدت هذه المنطقة النجاح الأردني في تجاوز آثار العدوان عام ١٩٦٧ واحتلال الضفة الغربية، وبدأ تعمير الوادي وبناء قراه التي دُمّر بعضها او هجرها أهلها جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتعاقبة بعد انطلاق العمل الفدائي في بدايته باتجاه الأرض المحتلة واصبح الوادي الان وكما وصفه سمو ولي العهد " سلة الغذاء" للأردن ولدول عربيه مجاورة.
وقد ابدى سموه اهتماماً بالوادي وتنميته وحل قضاياه كما عرضها المتحدثون من المدعوين الكرام والاصغاء من سموه لآرائهم وطروحاتهم المختلفة التي اشتملت على اقتراحات وحلولاً لها أيضا.
اهلا وسهلا بسيدي سمو ولي العهد الذي اسعدنا بتشريفه لنا ولأهل اللواء كافة وحمى الله الأردن وشعبه وقيادته.