قراءة واقعية في تكميلية الثانوية العامة
فيصل تايه
03-02-2023 12:20 PM
مع غروب شمس يوم الخميس ، ومع امطار الخير التي جاءت مبشرة لترسم الفرحة ، وبعد انتظار مرهق ، انفض المولد ، وتعالت الزغاريد وعم الفرح ابتهاجاً بنجاح ابنائنا طلبة الثانوية العامة في دورتهم التكميلية ، وفي ذلك ، دعونا اولاً نبارك لابنائنا الطلبة الذين حالفهم الحظ بالنجاح في هذا اليوم المبارك الذي زيّنوه بالفرح والسعادة ، ونقشوه بالجدِّ والاجتهاد ، فكان استحقاقاً طيباً لمثابرتهم ، وبالنظر إلى النتائج التي تحققت ، فقد خاض ابناؤنا الطلبة وعائلاتهم التجربة بشرف ، متجاوزين كل الصعاب ، وبضمان صوابية اجراءات وزارة التربية والتعليم الفنية والادارية وبالتعاون مع الاجهزة المختصة ، حفاظاً على المصداقة والعدل والمساواة .
اما وقد تم الاعلان عن هذه النتائج اخيراً ، دعونا نقول : من حق الناجح الآن أن "يرفع إيده" ملوحاً بنجاحه ، وفي اعتقادي ان أول الناجحين هم كافة العاملين بهذا الفعل الوطني ، فلا احد يستطيع ان ينكر ان موسم "التكميلية" كان "سمن على عسل" ، وفي ذلك لا بد من ان نقول كلمة حق ، ان وزارة التربية والتعليم كانت واثقه كل الثقة بجوهر الانجاز مع إصرار وعزيمة المخلصين من أبناء تكويننا التربوي العتيد ، وفي هذا دعونا نسجل شكرنا وتقديرنا للمساعي الحثيثة والمباركة لطواقم المراقبة والمتابعة والتصحيح والفرز والرصد والاستخراج وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني .
إن ايجابية نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في دورته التكميلية مؤشر على موثوقية الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم ، فقد عكست تلك النتائج النجاح الذي تحقق في اعادة إدارة ملف امتحان الثانوية العامة خلال هذه الفترة ، فقد تعودنا على أليات عمل وزارة التربية والتعليم واجراءاتها ، والتي تقوم باستنفار كافة إمكاناتها في إدارة الامتحانات والاختبارات لتتخذ الخطوات الصائبة في الطريق الصحيح في متابعات جادة تسعى من خلالها إلى إتاحة الوقت الكافي للمراجعة والتدقيق في النتائج لتخرج بالصورة المؤملة النهائية ، دونما إرباك او تعثر ، فالحمد والشكر لله عزّ وجل .
اما ونحن نقرأ الأن النتائج في سياقاتها الزمانية والظرفية والعلمية ، نجدها تشير إلى أن نسبه النجاح المئوية العامة جاءت أعلى بقليل من نسبة النجاح في الدورة العادية السابقة ، حيث بلغت ( ٦٦.٢% ) مقارنه بالامتحان السابق الذي بلغت نسبته (٦٣.١%) توزعت على مختلف محافظات المملكة ، ومن الملاحظ ان هذه النسبة هي نسبة منطقية مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة ، اضافة ان نسبة الطلبة الذين حصلوا على معدلات مرتفعة هي نسبة جيدة تقع ضمن المنحنى الطبيعي ، مما يؤكد أن الاصرار على النجاح والتفوق هو حظ المجتهدين من الطلبة على اختلاف مستوياتهم العلمية ، لإحساسهم بالمسؤولية وعزمهم وتصميمهم على بلوغ أهدافهم تحقيقا لطموحاتهم برغم التحديات ، فمهما تغيرت آليات الامتحان وصعوبتة وانماطه وتوزيع علاماته سيزيد ذلك من اصراراهم على تحصيل أعلى العلامات ، مع يقينهم الراسخ أن شهادة الدراسة الثانوية العامة هي المفصل في حياتهم والمحدد لمصيرهم ، حيث تأتي في مرحلة حساسة وحرجة من حياتهم التكوينية ، فالأرقام التي صدرت لا تكذب والنسب لا تتجمل ، فقد جاءت الإحصاءات المعلنة من قبل الوزارة لتكون بمثابة إشهار انتصار مشرف .
اننا ونحن نقرأ اليوم هذه النتائج ، فإننا بحاجة للتاكيد على مضمون الامتحان ، بعيدا عن التركيز على الجانب التحصيلي والتذكري الفكري بل وعلى القدرات والكفايات التي يجب ان تركز على المهارات بقياس الذكاءات العشر ، وكذلك الحديث عن الاتجاهات السلبية عند بعض من طلبتنا ، والتي وجهتهم نحو السير للممارسات والأساليب الدراسية الخاطئة ، مع ضرورة الحاجة إلى قواعد بنائية تنهض بالعملية التعليمية برمتها إلى ركب الحداثة والتطور وكما اشار اليها سيد البلاد في الورقة النقاشية السابعة وتحدث عنها دولة رئيس الوزراء وأكدها ويؤكدها باستمرار معالي وزير التربية والتعليم بجدية مؤخراً .
وأخيراً .. دعوني اجدد تهنئتي لطلبتنا الأعزاء الذين فرحوا بالنجاح وأدعو للذين لم يحالفهم الحظ مراجعة حساباتهم مع أنفسهم وتخطي هذه المرحلة ، بمزيد من العزم والإصرار ، فلا يوجد مستحيل عند وزارة التربية متمنيا ان تخوضوا التجربة القادمة لتكون أسماؤكم في كشوفات الناجحين باذن الله .
أعاننا الله جميعا على تحمل المسؤولية
والله ولي التوفيق