مصري يسأل عن الأردن في معرض القاهرة
د.مهند مبيضين
01-02-2023 12:36 AM
أثناء تقديمنا لمحاضرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي استضاف الاردن لهذا العام، برز من بين الحضور رجل في عقده الستين، وقدم نفسه بصفته خبيرا زراعيا «مهندس ميكنه زراعية»، وقال بالحرف الواحد:» أنا جاي عشان أسأل عن الأردن، طمنوني عليه، لأنه اللي بصير بفلسطين، واللي بيعمله الاحتلال حينعكس على الاردن..».
هذا سؤال مواطن مصري بسيط عن الأردن، سأل من قلب نبيل وجوارح عربية صافية، وأحب الاردن عن بعد، وكان في غاية القلق على الأردن ويطلب منّا أن نطمئنه. وفي هذا السؤال قلق مشروع ومودة صافية ونبل كبير، بما يعكس منزلة الأردن عند المصريين جميعا.
لقد احسنت وزارة الثقافة التحضير للمشاركة الأردنية في معرض القاهرة، وهو احسن وتدبير دقيق ومنوع، وذلك بالتعاون مع شركائها في الأردن وبالاخص امانة عمان ومؤسسة عبدالحميد شومان، واما الاختيارات والموضوعات للمحاضرين فهي منوعة ومتعددة بما يخدم المشهد الثقافي الاردني والتعريف بالاردن وثقافته وتاريخه وفلكلوره وتراثه.
لقد جاء إلى معرض القاهرة آلاف الناس وسعى إليه الكثير من الزوار، وتشارك به دول متعددة، وهو يحظى بالاهتمام الكبير من قبل الدولة المصرية، ليس باعتباره موسما فكريا وثقافيا وحسب، بل باعتباره أداة من اداوت القوة الناعمة التي يجب ان تعكس حضور مصر في العالم وتاريخها المؤثر والفاعل في مسار البشرية.
لقد اوجد المصريون لدولتهم الحضور الكافي عبر التاريخ، ولقد اعتبرت الحضارة المصرية واحدة من أعرق حضارات العالم واكثرها تأثيراً في مسارات العلم والمعرفة، ومصر هي بلد الخير وهبة النيل، وهي اليوم في حالة نهوض وتقدم كبير، فيها تحديات، ولكن فيها فرص وتغيير كبير، وبداية لطريق جديد بعنوان النهوض بالتعليم والامن الغذائي.
عن مصر والأردن قيل الكثير، ويكتب الكثيرون، ويسأل الأردنيون دوما عن مصر وحالها العامة، كما يسأل المصريون عن الأردن بحب وقلق. وذلك المهندس المصري الذي حضر من مكان بعيد ليسأل عن الأردن وراهنه، يعكس حالة الحب والتعاون والمصير المشترك بين ابناء البلدين.
(الدستور)