ريم حماد.. بين ريادة الطب وبريق الفن
كثيرون هم من يشغلهم الجمال حيث يكون، ولكن القليل من يجعل منه حرفة وسبيل للإكتشاف وإحياء من طالته يد الزمن من ذبول..
ريم حماد طبيبة أردنية شهيرة وخبيرة ومستشارة ومحاضرة في مجال الجلدية والتجميل الطبي.. مثلت الأردن في مؤتمرات علمية وعالمية، كما ساعدت في نشر طرق وأساليب مبتكرة للتجميل والحقن الآمن بالبوتكس، وتعد إحدى أبرز رائدات مجالها في الأردن والمنطقة العربية وشمال أفريقيا
بين ريم وبين فن الجمال علاقة مفعمة بالبحث والترحال ومحاولة بعث الروح، ولأنها طبيبة محترفة ومفهوم الطب عندها هو الرحمة لا التجارة.. وقد اختارت ريم منذ نعومة أظافرها ثبر أغوار الإبداع ومواطن الحسن في الشوارع، والوجوه، والآثار.. في عمان، وقاهرة المعز.. في قرطبة وأشبيلية وغرناطة.. في الأقصر وأسوان، والبحر الميت.. على سواحل يافا والأسكندرية.. في معارض الكتب وعلى أغلفتها، وحول أكشاكها..
تارة تحدثك عن أحدث طرق وإبتكارات الطب التجميلي، وتارة تمنحك ديباجة نقد أدبي روائي، أو صورة من زاوية مختلفة لجنبات قصر الحمراء، أو غرفة خديوية مصرية عتيقة..
ذات وجه مألوف في أروقة المهرجانات الثقافية، والمعارض الفنية، أو تصطدم بك في أزقة حارة شعبية في مصر القديمة، أو الشام، أو وسط البلد..
لها وجه بشوش كطفلة تلهو في روضتها بملامح أرستقراطية تتلألأ على خلفية أوبرالية للمبدع عمر خيرت..
الموضة عندها فسيفساء من التراث الفلسطيني، والبداوة الشامية، والشعبية المصرية..
صبغها الفن الإسلامي الأندلسي، والأدب الصوفي بوقار العاشقين، وأسدل عليها ثياب الزاهدين..
مهمومة -هي- بقضايا الفقراء والمهمشين؛ حتى حيوانات الشوارع من دون تكلف أو إدعاء بفؤاد كأفئدة الطير..
ما أروع تلاحم المهنة والهواية.. حين تتمخض عن سيمفونية إبداعية رقيقة ومتوهجة