الارهاب وسلم الاولويات الامنية
فايز شبيكات الدعجة
31-01-2023 03:35 PM
بدأ الارهاب بالتململ في العالم.. تململ عندنا وظهر سريعا في حادث الحسينية وقبلها حادثي السلط والكرك والسلسلة الطويلة الممتدة من الهجمات الارهابية القاتلة التي تعرضت لها المملكة، ناهيك عن المحاولات المتكررة التي احبطها جهاز المخابرات العامة قبل ان يتمكن المتطرفون من تنفذها.
على مدير الامن العام عبيدالله المعايطة ترك كل ما بيديه وإجراء اعادة نظر فورية في سلم الاولويات الامنية وتوزيع الامكانيات المادية والبشرية وفق مقتضيات المرحلة.
تشديد الحراسة ونشر الدوريات والقبض على مهربي المخدرات اولى من التوسع باقسام الترخيص، وتفرعات الاعلام الامني وتشعباته الكثيرة والشرطة المجتمعية، فلا فرق عندي لو ذهبت من عمان الى اربد مثلا لترخيص سيارتي طالما انها مرة واحدة بالسنة.
لم نعد نرى كما كنا سابقا دوريات او مظاهر انتشار امني يناسب التهديدات الكبرى المحتملة، ولا يفيدنا رفع حالة التأهب الامني القصوى بعد تنفيذ العمليات الارهابية.
الوقت يدركنا ونحن في صراع وسباق مع التطرف المباغت، ولا مجال بعد اليوم لمظاهر القيلولة والاسترخاء الامني، وعلينا عدم النوم الا بعين واحدة، فثمة من يتربص بنا ويرقبنا بعيون ستة على ستة.
بصراحة، ناطق إعلامي وبضعة معاونين يكفي ويفي بالغرض، فلا دليل يثبت دور لغو الاعلام الامنى الهائل ونوافل الشرطة المجتمعية وشعار (لا للمخدرات) وشعار (الارهاب درب لا خير فيه) في الحد من الجريمة والتطرف والتهريب، فالكلام هنا لا يفيد ولا بديل عن تعزيز الشارع والنزول الى الميدان والتخلي عن الميكرفون والمكاتب فتلك الشعارات وما شابهها سئمناها وقد قيلت وترددت كثيرا واستنزفت جهود وامكانيات كبيرة، وانفق عليها مالا لبدا بلا جدوى.
العارفون بخبايا الامن يدركون الاهمية البالغة للظهور الامني ودوره الوقائي في الحد من الجريمة وطرد المجرمين وإخافتهم، وتفويت الفرصة عليهم لاقتناص الفرص واغتنام الفراغ الامني واختفاء رجال الشرطة من المناطق والمواقع الرخوة القابلة للاختراق.