كيف نعد شبابنا ليصبحوا قادة المستقبل
خولة كامل الكردي
30-01-2023 12:55 AM
إنه مشروع العمر كما يصفه البعض أن تعد إنساناً ليكون قائداً يستطيع أن يتخذ قراراً مستقلاً يصب في مصلحة المجتمع وأفراده ، وهذا ما ينقص معظم شبابنا أن يتعلموا كيف يكونوا قادة في حياتهم ، فالقيادة هي فن الإدارة كيف تدير مشروعاً بنجاح واقتدار ؟ كيف تتعامل مع أي مشكلة تواجهك ؟ كيف تتحكم بغضبك ؟ كيف تحول الإخفاق إلى تقدم وتميز ؟ كل تلك التساؤلات وغيرها ، نستطيع أن نجيب عليها إذا ما أدركنا أن القيادة هي بحد ذاتها تحمل المسؤولية والثقة بالنفس ، نعلم شبابنا وأجيالنا أن زرع الثقة بالنفس والاعتماد على الذات من أهم الخصال التي تجعل الإنسان قائداً ناجحاً وبارزاً.
فالقائد لا بد أن يعد من الصغر في البيت ثم في المدرسة وبعد ذلك في الجامعة ، فعلى وزارة التربية والتعليم مسؤولية تعليم وتنشأت الأجيال على الثقة بأنفسهم ، ومفتاح ذلك إعطاء الطفل بعض المهام البسيطة التي تجعله يشعر بأنه أهلاً للثقة والاعتماد عليه، فيكبر واثقاً من نفسه مستقلاً بقراراته من دون أن يتخلى عن مشورة الكبار الذين لديهم خبرة وتجارب في الحياة كالوالدين والأهل. لذا فإن احترام الشاب لذاته ولأهله يعد أحد أهم أعمدة نجاحه كقائد، بمقدوره أن يدير حياته بكل جدارة وشجاعة، إلى جانب غرس القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية. فإذا ما نشأ الشباب على تلك القيم والمبادئ أصبحوا قادة حقيقيين يفخر بهم وطنهم ويكونون الحصن الحصين للدفاع عن الوطن والذود عنه.
إن تعليم شبابنا الأردني المعنى الجوهري للقيادة يفتح أبواب الأمل لديهم ، حيث يشعرون في بعض الأحيان أنهم لا يستطيعون اتخاذ خطوات إيجابية وحاسمة في حياتهم تنقلهم إلى مرحلة مهمة من مراحل حياتهم ، المليئة بالفرص والمفاجآت ، فإذا ما تعلم شبابنا كيفية الاستفادة من الفرص المتاحة أمامهم وتحويلها إلى مشروع العمر الذين يحلمون بتحقيقه ، سيصبحون بحق هم قادة المستقبل وحاملي لواء التغيير ، فالقيادة هي بحد ذاتها كيف تكون قادراً على التغيير الإيجابي المفيد.
ومن الأهمية بمكان توعية الآباء والأمهات بضرورة إيلاء أبنائهم كل رعاية واهتمام ، وإعطائهم الثقة الكافية ليشعروا بأنهم مسؤولين ، والمدرسة أيضاً عليها مسؤولية التكامل مع البيت في إعداد جيل من القادة المميزين الذين يقودون مجتمعهم نحو التقدم والازدهار.