عمون- الغربة، ترك الوطن والاغتراب، هي موت قبل الموت، فتعيش عمرك كله بشوق دائم لبيتك وأسرتك. إنها الموت بحد ذاته. لكل مغترب نعرفه ولكل مغترب يقرأ، ها هي بعض الكلمات عن الغربة:
في الغربة، هناك أوجاع لا يعلم بها إلا من عاشها. تعيش في غربة عن الأهل والأحبة والوطن. تبقى قويًا للحظة وتنهار في لحظة، تبتسم وهلة وتبكي أيامًا.
للغربة أسباب؛ فقدان الأحباب والأصحاب، والعمر يجري فيها كالسحاب. يا بائع التذاكر، إذا جاءوك الغرباء، فلا تبيع لهم تذاكراً، كذب عليهم وقل لهم إنه لا يوجد قطارات وتذاكر، ولا بلاد خارج هذه البلاد.
نحن غرباء، ونظل غرباء. جئنا بلا موعد وسنرحل بلا موعد. لا توجد أراضي للغربة، المسافرون هم الغرباء بحد ذاتهم.
الغربة تعني أن تفقد حديث من تحب، وفي كل حرف من حروف الغربة توجد حرقة وشوق وحنين وألم وعذاب. في الغربة، لا تستطيع المطالبة بامتلاك أي شيء، أنت تملك فقط حلمك.
ليست الغربة مجرد مغادرة الوطن، بل هي أيضًا مغادرة أوطان صغيرة في حياتنا مثل قلوب الأحباء. ثلاثة أشياء تغير نظرتك للحياة: فقدان الأقارب، والغربة، والمرض.
الغربة تقتل فيك أشياء لا تعلم عن وفاتها إلا حين تعود إلى وطنك. ليست الغربة حدثًا فقط، بل هي شعور أحيانًا، قد تشعر بالغربة في مكان مليء بالناس الذين تعرفهم، لأنه لا أحد يفهم قلبك.
الغربة ليست فقط في البعد عن الوطن، بل هي عندما تستيقظ صباحًا ولا تجد شخصًا يبتسم لك. علمتني الغربة أن أنظر إلى الورد في أوقات ضيقتي، ولكنها في نفس الوقت علمتني أن أبتعد عنه.
علمتني الغربة قصة الصداقة التي كانت تحكيها لي أمي عن الحقيقة الأعمق للصداقة بعيدًا عن المجرد الكلمات. علمتني الغربة أن لدينا الكثير من الأشياء التي لا ندرك قيمتها.
علمتني الغربة أن أكتم ألمي في داخلي، حتى وإن كان سيكشفه عيوني، لأن الشخص الذي جرحني في تلك اللحظة قد لا يكون الشخص الذي عرفته طوال السنين.
الغربة علمتني الكثير، ومن بين ما علمتني هو أنها أخبرتني من أنا. فهي تجعل الإنسان يعيد تقدير قيمة تراب وطنه. الغربة ليست فقط الهجرة من بلد إلى بلد آخر، بل هناك أشخاص يشعرون بالغربة وهم بين أهلهم وفي وطنهم! تلك هي غربة الروح، حيث تشعر بأنك غريب وسط أهلك وأصدقائك، وعندما تلتفت في حولك، لا تجد أحدًا يفهم ما بداخلك.