من على وقع جملة سياسية امنية وتحرك ميداني أرعن قامت آلة الحرب الفاشية بقيادة الجنرال المتطرف يواف غالان بارتكاب مجزرة وحشية في جنين بهدف ايجاد حالة اشتباك اسرائيلي - فلسطيني يصدر الازمة الداخلية الاسرائيلية للضفة الغربية ويخفف من وطأة الحدية الداخلية بعد ما شارفت الامور لدخول المجتمع الاسرائيلي بحالة بحرب اهلية كما يعول حالة الاقتحام هذه من انهاء حالة (دومينو) التظاهرات الكبيرة التي اخذت بالتمدد من تل أبيب الى البقية الاخرى من المدن من حيفا الى بئر السبع في جنوبا.
وإن كانت هذه التظاهرات قد حملت شعارات غير متصلة بمناخات الضفة الغربية، بل جاءت بمطالبات اخرى لها علاقة باستقلالية القضاء والمواطنة والجوانب التنموية والمالية إلا أن الأمن الاسرائيلي بقيادة الوزير بن غفير الذي لا يرى أبعد من القدس والجنرال غالان الذي يريد أسرلة الضفة الغربية والقضاء على حركة (فتح) خلال مدة وجيزة وهو ما جعله يدخل بطريقة هسترية لجنين وارتكب جرائم وحشية بهدف ارهاب المجتمع الفلسطيني واذعانه لسوط الاحتلال وهو هدف بكل تهذيب صعب المنال، فالشغب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء
لاسباب سيراها غولان لاحقا في حال استمراره بحالة الغلو التي يقف عليها على ذات النموذج الذي قدمته عملية القدس عندما انتصرت لجنين .
ذلك لأن جنين تعتبر احد اهم المعاقل الرئيسية الصلبة للمقاومة وتتوق للاشتباك مع آلة المحتل ومع غالان بشكل خاص وهو الذي اشتبكت معه في السابق في الانتفاضة الثانية ، فان دخول آلة الحرب الاسرائيلية بحالة اشتباك مع القيادة الميدانية بمدن الضفة الغربية في ظل قرار وقف التنسيق الامني من القيادة السياسية والامنية الفلسطينية سيؤدي حكما لاشعال انتفاضة ثالثة في الجغرافية السياسية لفلسطين التاريخية وهي انتفاضة ستكون مغايرة عن سابقاتها بالشكل السياسي والمضمون الميداني .
هذا لان الائتلاف المتطرف الحاكم في تل ابيب هو ائتلاف مرفوض في داخل اسرائيل كما هو غير مقبول في بيت القرار الدولي، وهو ائتلاف ايضا مرفوض شكلا في المحتوى الاقليمي الامر الذي سيجعل من حالة التظاهر واصلة وليست منقطعة ومؤيدة في حال اندلاعها من محتواها العربي واقليمي ودولي .
وهذا ما لا يريده بيت القرار في تل ابيب وكما لا يريده اللوبي الصهيوني في امريكا الذي دعا الحكومة الاسرائيلية بضرورة الكف عن هذه الاعمال الاستفزازية كما لا تريد واشنطن التي اعلنت بدورها عن ارسال الوزير بلينكن لرام الله وتل ابيب .
وعلى الرغم من تعهد نتياهو للملك عبدالله الثاني بضرورة الوقوف عند "ستاتيكو " مدلولات نظام الضوابط والموازين الامنية والسياسية الخاصة في القدس والضفة الا ان حكومة نتنياهو لم تحترم حتى رئيسها عندما قام وزراءها بتصرفات زعماء عصابة دون عقال ضابط، وهذا ما جعل اسرائيل تحمل سمة مجتمع غير آمن لا على حالها ولا على من حولها وهو ما يضعها في احراج امام المجتمع الدولي كما يضعها في خانة امنية وسياسية صعبة على الرغم من التفهمات الامنية الاسرائيلية الامريكية التي تتكئ عليها اسرائيل في الاستمرار بسياستها العنصرية الفاشية .
صحيح أن الرئيس بايدن يريد احتواء هذا الملف بسرعة لانشغاله بمواقع أوكرانيا وبحر الصين، لكن ما هو صحيح ايضا أن بايدن أرسل الوزير بلينكن للمنطقة بعد أن أرسل جيك سولفان قبل ذلك، وفيما يقوم الملك عبدالله الثاني بزيارة لواشنطن تسبق زيارة نتنياهو وهو ما يجعل من ملف المنطقة يعود من جديد لواجهة الصدارة عبر بوابة جنين .