مجلس نيابي جديد تقريبا، نواب يتلمسون طريقهم إلى مجلس الأمة ويجلسون تحت القبة للمرة الأولى، تحديات هائلة ومعضلات كبرى تعصف بالإقليم وتحتاج إلى نواب من حجم التحدي واستجابات ابداعية والى عمل نيابي نوعي جديد وعلاقات بالسلطة التنفيذية نوعية وجديدة.
ليست نقيصة أو ورطة، أن يكون مجلسنا النيابي السادس عشر مكونا من 80 نائبا جديدا، فهذا هو خيار المواطنين الناخبين، الذين اختاروا التغيير والتحديث والتجديد، على الخبرة والتجربة والمعرفة المتراكمة!! والمواطنون راشدون ومسؤولون عن تبعات قرارهم، وقد كانوا على بينة من امرهم وهم يقترعون لهذا الاتجاه او ذاك.
معلوم أن التجديد والتحديث والتغيير في كل مناحي الحياة هو سنّة الحياة وهو احد نواميس الكون وركيزة من ركائز الاستمرار والبقاء، وهو بالطبع تحد صعب، ومعلوم ان التحديث والتجديد والتغيير، محارب ومقاوم وتواجهه قوى الشد العكسي بشراسة فتفرمله احيانا وتكبح تسارعه احيانا اخرى.
والأمر منوط بالنواب الجدد أنفسهم، فكي لا تكون «الشبوبية» عائقا وثغرة ونقيصة، وكي يتمكنوا من أداء المهام الوطنية الكبرى الموكلة إليهم والمطلوب منهم ان يباشروا في تناولها، ينتظر منهم المواطنون ان يبرهنوا على انهم خيار سليم وسديد، بأن يعكفوا على الملفات الرئيسية لدراستها دراسة علمية، مما يقتضى بالضرورة الاستعانة بالخبراء والمختصين كي يخلو الخطاب النيابي الشاب الجديد، من الإنشائية واللت والعجن و»دق الماء في الإناء»، وكي ينهض النواب الجدد بمستوى هذا الخطاب ليصبح خطاب مصلحة عامة، لا خطابا استعراضيا نمطيا مكررا.
ومعلوم ان المجلس النيابي الجديد، يضم خبرات نيابية ضليعة معتقة خبيرة، ذات تجربة واسعة مديدة ثمينة، هي ملك للوطن، وهذه الخبرات النيابية هي ثروة من ثروات الوطن، بكل ما في الجملة من معنى. هذه الخبرات النيابية الثمينة يجدر ان تعطى حقها وان يتم تمكينها من أداء الدور المرتجى منها، وان يستعان بها وان يتم استثمارها الى اقصى حدود الاستفادة والاستعانة، بعيدا عن «الخرائط الكتلوية» فالمجلس النيابي بالنسبة لنا نحن المواطنين، هو كتلة واحدة، وكل نائب من نوابنا هو نائب وطن، نأمل منه ان ينظر الى المصلحة العامة، قبل اية حسابات ضيقة محدودة.
كما ان المجلس الجديد يضم خبرات سياسية واقتصادية متمرسة نأمل ان يتمكن نوابنا الجدد من استثمارها وتمكينها من مواقع الإنتاج والعطاء والعمل والخدمة العامة.
ان الآمال المعلقة على المجلس النيابي الجديد هي آمال كبيرة ونوابنا على مستوى هذه الآمال ولا نظن انهم سيخيبون أمل المواطنين الذين اكرموهم وانتخبوهم.
Assem.alabed@gmail.com
الراي