الأردن حضارة الماضي وإبداع المستقبل
حسين دعسة
27-01-2023 11:56 AM
بكل الوعي، وديمومة المحبة والسلام، تنطلق اليوم في العاصمة المصرية القاهرة، احتفالية الأردن، التي تعززها الرؤية الملكية السامية للملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني، وهي استجابة ثقافية، إبداعية لتكون الأردن"ضيف شرف» معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تنطلق تحت شعار"حضارة الماضي وإبداع المستقبل».
..
تؤشر، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إلى قوة واستقرار الدولة الأردنية ثقافيا وسياسيا واقتصاديًا، فتعلن بإعتزاز، وحكمة: » نقف في مسار حضاري؛معرفي التكوين والأثر الإنساني، مثلما يعد نقطة ارتكاز بشري لعديد الحضارات الإنسانية ذلك أن التاريخ الثقافي المشترك بين مصر والأردن على مدار عقود طويلة، يضعنا في التزام معرفي ينطلق من الرؤية الملكية الهاشمية، التي تعزز الثقافة الأردنية، هويتنا الوطنية، بكل آفاق الإبداع والتنوير واستشراف المستقبل».
.. عمليا، تقف الاحتفالية، انطلاقا واعيا، مستنيرا، وضمن استراتيجية وزارة الثقافة، وبالتوازي مع خطة التنمية الثقافية، كان شعار"حضارة الماضي وإبداع المستقبل»،خيارنا الواعي ليكون عنوان مشاركتنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فاختيار المملكة الأردنية الهاشمية «ضيف شرف» في معرض القاهرة الدولي في دورته الرابعة والخمسين، مواكبة للحدث المصري، العربي، الدولي، وهذا يجعلنا شركاء بكل معطياتنا الثقافية التي تشكل هذا الحدث الثقافي الإبداعي المؤثر.
.. ومن القاهرة، وهي تحتفي بمرور 54عاما على معرض الكتاب، ومكانة الدولية، تقول الوزيرة النجار:"ثقافتنا.. عنوان هويتنا الأصيلة في الأردن، تقوم بدور إبداعي له دلالة مهمة، من خلال انطلاق «البرنامج الثقافي» ل"ضيف شرف» المعرض في القاهرة، مركز الثقافة العربية والدولية، ما يؤكد على المكانة والحضور الذي حققه ثقافيا ومعرفيا خصوصا، في مجال تعزيز العلاقات الثقافية العربية، التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي».
*واقع وجدية المشاركة الأردنية، ضيف شرف عالم النشر الدولي.
تتم عبر وزارة الثقافة الأردنية، التي ستقدم بالتوازي مع جناح دور النشر والكتب والإصدارات النوعية الأردنية، عددا من الفعاليات التراثية والفلكلورية والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصصية والموسيقية التي تُعرف، على التراث والإبداع الأردني في تنوعه، فرصة للتواصل الحضاري والثقافي المشترك والحوار والارتقاء بالفعل الثقافي، بكل تجلياته.
.. نحن نرى صورة الملك الهاشمي، والإرادة التي تؤسس لديمومة واستقرار ووجود الدولة الأردنية، نبع ثقافة ومحبة ومنارة للحوار والتسامح والابداع، ولهذا تنبض مشاركة ضيف الشرف في أعرق معارض الكتب العربية والدولية، ثقافية حضارية بالتعاون مع مديرية التراث/ الديوان الملكي العامر وزارة السياحة والآثار، ووزارة الاتصال الحكومي، وهيئة تنشيط السياحة الأردنية، وأمانة عمان الكبرى ومؤسسة عبد الحميد شومان وعدد من المؤسسات الإعلامية ودور النشر، والمراكز العلمية المتخصصة ومنها مركز التوثيق الملكي، متحف الحياة البرلمانية، واتحاد الناشرين الأردنيين.
.. بذكاء، وبصورة مهمة، قالت الوزيرة النجار:"لقد منحتنا آفاق الرؤية الملكية، ذروة الإبداع في القطاعات الثقافية والفنية وفي الصناعات الإبداعية، كل نقاط التميز فالبرنامج محطة ثقافية للحوار وإثارة الوجدان الإبداعي، وتكريم عملي، وسط القاهرة لرموزنا في الأدب والشعر والمسرح والدراما، والقرارات القصصية والشعرية وأدب الأطفال، وهو برنامج تشاركي، ينير مرونة استراتيجية الثقافة والإبداع المشترك، بين القطاع الحكومي والخاص.
يمتد «البرنامج الثقافي» بالتوازي مع فترة إقامة المعرض،الذي يعقد هذا العام برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ويحمل شعار «على اسم مصر.. نقرأ، نفكّر، نبدع»،وبمشاركة ٥٣ دولة تمثل أربع قارات»، ونرى ذلك في:
*اولا:
يضم جناح إصدارات و منشورات وزارة الثقافة على إصدارات المئوية، وهي كتب تتناول وتؤرخ لمختلف مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والصناعية والسياسية في الأردن على امتداد مئة عام منذ تأسيس الدولة عام 1921 إلى العام 2021.
وهناك إصدارات مكتبة الأسرة، وسلسلة الفلسفة للشباب، والدوريات، ومنها مجلة أفكار التي تعد من المجلات التي تواصلت في الصدور دون انقطاع منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، ومجلة فنون الفصلية، ومجلة صوت الجيل للشباب، ومجلة وسام للأطفال والفتيان.
وأيضاً منشورات احتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية.
*ثانيا:
يشتمل الجناح على سلسلة كتب الهاشميين، التي تتناول مذكرات الملوك ودواوين شعرية ودراسات تراثية، ونذكر هنا أن الملك المؤسس كان شاعرا، ويهتم بالفنون، وكان أول مجلس ثقافي في الأردن هو «مجلس الملك الفكري» والذي كان يضم نخبة مثقفي وأدباء الأردن والبلاد العربية والإسلامية ذلك الوقت، ومن هنا فإن العلاقة بين المثقف والسياسي بقيت علاقة حوار.
وهذه السلسلة فضلا عن كونها تلقي الضوء على مواقف وأحداث وقضايا وآراء، فإنها أيضا تعبر عن اهتمام الملوك الهاشميين بالكلمة والفكر والثقافة وأثرهم على الإنسان في كل مكان.
*ثالثا:
تعود العلاقات المصرية الأردنية إلى بدايات تأسيس الإمارة الأردنية في العام 1921، وتميزت هذه العلاقة بالتواصل والتنسيق بين جلالة المغفور له الملك عبدالله المؤسس، وجلالة الملك فاروق، وبعد إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في العام 1946 تعمقت العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة.
ومن بين المجالات التي تتميز بها العلاقات المصرية الأردنية كانت – الثقافة – التي بدأت حركة تطورها تظهر للعيان بعد عقد المؤتمر الأول لوزراء الثقافة العرب الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان في العام 1976، هذا المؤتمر الذي أسس لعلاقات ثقافية بين مختلف الدول العربية، وبعد هذا المؤتمر تطورت العلاقات الثقافية من حيث التنسيق المشترك والتبادل الثقافي والفني بين البلدين. والمرحلة التالية من هذا التطور جاءت بعد اختيار عمّان عاصمة الثقافة العربية للعام 2002 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) حيث وصل التنسيق والتبادل الثقافي الى مرحلة متقدمة في مختلف المجالات الثقافة كالمشاركة في المؤتمرات والملتقيات الفكرية والأماسي الشعرية والأدبية والفنية وتوجت بالأسبوع الثقافي المصري الذي أقيم في عمان، كما شهد هذا العام 2002 عقد مؤتمر وزراء الثقافة العرب في عمّان عاصمة الثقافة العربية.
*رابعا:
المملكة الأردنية الهاشمية «ضيف شرف»، على أهلنا الأشقاء في مصر، ومن خلال محبة الشعب الاردني، أحيي وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين، ومعالي السفير الأردني أمجد العضايلة، ممثل الدولة «ضيف الشرف» في معرض القاهرة الدولي للكتاب،و رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد ورئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده،
*بكل الآفاق التي قدمتها الدولة الأردنية و رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، نجحنا في وضع مقومات إبداعية وطنية، تدل على جماليات الإبداع و َالرموز والدلالات الثقافية والحضارية الأردنية، التي اعتمدت في تصميم الجناح الأردني في المعرض، وما تبرزه من ميّزات لتراث وتاريخ المملكة، مع مدخلات لرموز وطنية ومعالم تراثية وسياحية أردنية.
إلى جانب ندوتين حول العلاقات الدبلوماسية الأردنية المصرية والعلاقات الثقافية بين البلدين. *عدد الإصدارات المعروضة سيصل إلى ١٠ آلاف عنوان من الإصدارات الحديثة و ما يزيد عن ٢٥٠ عنوانا من إصدارات وزارة الثقافة وغيرها من اصدارات مؤسسات ثقافية أردنية، وان عدد دور النشر الأردنية المشاركة ٢٨ دار نشرها، فيما يضم جناح اتحاد الناشرين الأردنيين ٥ دور نشر.
*خامسا:
عدّد الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية التي سيشتمل عليها برنامج مشاركة الأردن في المعرض، والتي يشارك فيها 85 كاتبا وشاعرا وشاعرة وناقدا وأديبا وأكاديميا، توزّع حضورهم على عدد الندوات والمحاضرات والقراءات الشعرية والأدبية.
.. هي رؤية سيدنا، عاشق الإرادة التي لا تعرف المستحيل، والفكر المستنيرة في الثقافة والفكر والحوار والتعاون الدولي، القائد الأعلى، الذي يقدس حبر ونبض القلوب المبدعة.. ويعلي من تكريم الثقافة والإعلام والحضارة العربية المشتركة.
(الراي)