الاكراد شعب آري من مجموعة الشعوب الهندو-اوروبية من العائلة الإيرانية لهم لغتهم الخاصة وعاشوا في كردستان منذ فجر التاريخ وتعدادهم اليوم نحو ٧٠ مليون يتوزعون ما بين ايران وتركيا وسوريا والعراق. وكردستان هو الاسم المحبب لهم لانه وطنهم القومي ومعناه: بلاد الشجعان.
وقد دخل الاكراد في الإسلام في القرن السابع الميلادي ومنذ ذلك التاريخ أصبحوا جزءً من الدولة الاسلامية،
وهم يتكلمون لغة آرية تنقسم الى أربع لهجات حسب المناطق المذكورة سابقاً .
محلة الاكراد او وادي الاكراد في مدينة السلط تقع مدينة السلط غربي مدينة عمان بنحو 28كم .
وكانت تعد من أكبر المدن الأردنية خلال القرن التاسع عشر، وامتازت بموقعها الجغرافي كونها متصلة بإحدى المعابر التي تؤدي الى مدينة القدس.
وقد ساعد على إزدهارها خلال الحروب الصليبية كونها احدى مراكز المقاومة للقائد الكردي صلاح الدين الايوبي، وقد جاء مع صلاح الدين الايوبي الكثير من الجنود الكرد خاصة الهكارية وشكلوا. حارة خاصة بهم بمدينة السلط عرفت بهم حارة الاكراد وبقي الكثير من الهكارية الكورد في المنطقة يحتفظون بذلك الاسم0
حيث كتب ابن خلدون ان هكاري تعني الانتماء الى قبيلة هكار الكردية التي تمتلك العديد من الحصون والقلاع والقرى في شرقي بلاد الموصل ،وهكاري بالكردية هي منطقة جبلية تاريخية تقع بين سهول نينوى وسهول (بحيرة وان) وتشمل واجزاء من محافظات حكاري وشرناق ووان في تركيا الحالية.ومحافظة دهوك في العراق ولهذه العشائر تاريخ معروف خاصة ايام الدولة العثمانية.
ومع الايام شكل الاكراد في فلسطين ومصر وسورية والأردن احياء خاصة بهم مثل حي الاكراد ووادي الاكراد في السلط والقدس وصفد ودمشق والخليل وغيرها ودعيت باسمهم.
وكانوا معروفين في كل منطقة يستقرون بها وعلى سبيل المثال اربد- عمان – الزرقاء –السلط ، الكرك من المدن الرئيسية وكذلك عدد كثير من القرى الأردنية. ومنهم من ذهب الى القدس خاصة وفلسطين عامة .
وكان لهم بصمات مشرفة باسماء عائلاتهم الأصلية او الحرفة التي عملوا بها او العشائر التي انتموا اليها ولا يزال الكثير منهم معروفين بذلك.
وعلى سبيل الذكر هناك العالم ابو بكر شمس الدين السلطي الكردي المنسوب الى مدينة السلط وهو من الاكراد الهكاريين إبان العهد الايوبي. ومحمد بن قاضي السلط وهو هكاري من اللذين سكنوا السلط وعمل في التدريس بالمدرسة الافضلية.وهناك عائلة الامام التي يرجع اصلها الى الامام ضياء الدين محمد بن ابو عيسى الهكاري السلطي القادم من حارة الاكراد بالسلط وقد تولى احفاده امامة المسجد وحصلوا على لقب الامام.
وهناك عائلة القيمري وهم احفاد الامراء الاكراد القادمين من منطقة قيمر الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط في كردستان العراق.
وقد استقروا الكثير منهم بالاردن. وهناك من عاد الى بلاده. ومنهم من ذهب الى الخليل في فلسطين بصفتهم مجاهدين مع السلطان صلاح الدين الايوبي ، يمتاز الاكراد بتمسكهم الشديد بالدين الاسلامي الحنيف والدفاع عنه وهم مستعدين لتناسي خصوماتهم مع الغير للوقوف في جبهة الاسلام مع بقية اخوانهم المسلمين وان دل على ذلك وقوفهم في الحروب الصليبية مع العرب والمسلمين وهو الذي جعل منهم في تلك الحروب فرسان الاسلام الذائدين عنه .
وحديثاً لعبوا دوراً مهماً بالتصدي للجماعات ذات ا الفكر التكفيري والقضاء عليه .
ولم تكن مدينة السلط المدينة الوحيدة التي سكن بها الاكراد... فهناك من سكن في دمشق بمجمل مناطقها كالاردن والخليل وصفد وغيرها من المدن الفلسطينية .
لقد ترك الاكراد بصمات واضحة في تاريخ الأردن الحديث وكان لهم حضور قوي في كافة الأنشطة المختلفة بدءً من استقبال الملك المؤسس في معان ،ومشاركتهم بتأسيس الأردن الحديث وقد برزت من بينهم شخصيات كثيرة مثل الوجيه سيدو الكردي والكاتب والدبلوماسي والوزير المفوض علي سيدو الكردي وخليل بكر ظاظا واحمد الكردي وعلي الكردي ومدحت جمعة وأخيه سعد جمعة ومنهم من تقلد رئاسة الوزراء المرحوم سعد جمعة وامين عام الرئاسة سعد الدين جمعة واخيه صلاح جمعة وزير الزراعة والتموين والدكتور يوسف الذهني وزير الشؤون الاجتماعية ورشيد المدفعي وزير الداخلية والدفاع والدكتور اشرف الكردي وزير للصحة وعمر اشرف الكردي وزير الاتصالات واللواء عبد الاله الكردي وبرزت اسماء كثيرة ساهمت وخدمت في سلك الجيش والأمن والدفاع المدني واستلمت مناصب فيها منها بالامن والجيش .
والاكراد شعب يتحلى بالإخلاص ويعشق الحرية ويرفضون الخنوع لأي محتل او غاصب لبلادهم. ويطلق عليهم قريش العجم تفخيماً لهم .
ومن العائلات الكردية التي سكنت السلط عائلة قرشولي – وقرجولي ولا يزال البعض منهم فيها ولهم املاك خاصة وقد جاء جدهم محي الدين حسين عبدو قرشولي الكردي عام 1863م –وآل مراد – والكردي – الايوبي – وعائلة رشيد المدفعي – ظاظا – ومنهم خليل بكر ظاظا والشهيد الطيار بدر الدين ظاظا ومن الذين سكنوا السلط –عائلة سيدو الكردي وغادروها الى عمان عام 1910م .وهناك عائلة الاورفلي والبرازي والدقوري...
وسيبقى وادي الاكراد يعبق بالتاريخ ويحكي القصص ويعج بالمباني التراثية وروايات تحكي كيف عاش الناس فيه بمحبة ومودة و تقاسموا الألفة والتعاون والعمل و تحولت تلك المشاعر الجياشة الى انتماء حقيقي للأرض والوطن هذا وتعلق بالمكان لا ينفك عنه حتى بالموت ، ولا يزال الاعتزاز بهذت االوادي واسمه يزداد تشبثاً بالتاريخ الذي سمي من اجله.... ويذكرنا بهوية الجند والعساكر الذين جهزوا أنفسهم لتحرير القدس بقيادة البطل صلاح الدين الايوبي الذي ارتبط اسمه واسم الأكراد بهذه المدينة والكرد
قلعة السلط وحارة الأكراد ووادي الأكراد هذا هو ارث الأماكن السلطية المرتبط بالكرد، وسيبقى نعتز به نحن ومن يسكن معنا في تلك الربوع السلطية.