عمون- إليكم هذا النص الذي يلامس القلب:
لا تتصوّر أنّ جميع البشر ملائكة، فهذا يمكن أن يحطم أحلامك. ولا تجعل ثقتك بالآخرين عمياء، فقد تجد نفسك تبكي يومًا على سذاجتك. بل اجعل طبيعتك تشبه الماء، الذي يتغلب على الصخرة بتأثيره المستمر، قطرة بقطرة. لا تحزن، فالحزن يجعل الماء يبدو عكسيًا، والوردة تبدو جافة، والحديقة تبدو قاحلة. لا تنظر إلى صغر الخطيئة، بل انظر إلى عظمة تلك التي تعصيها. إن الحياة في هذا العالم تشبه الماء في البحر، كلما شربت منها، زاد عطشك. لذلك، يجب أن يكون العاقل عالمًا بأهل زمانه وحافظًا على لسانه، فإن بلاء الإنسان يأتي من لسانه. فلا تذل الناس لتحقيق نفوذك وسلطتك، فإن استمرت لغيرك، لن تأتي إليك. ليست المشكلة في أن تخطئ، حتى لو كانت خطيئتك جسيمة. الميزة الحقيقية هي أن تعترف بخطئك وتقبل النصيحة، ولكن المبادرة الحقيقية والمهمة هي عدم العودة إلى الخطأ مرة أخرى.
لا تقف طويلاً عند أخطاء ماضيك، فإن فعلت ذلك ستحول حاضرك إلى جحيم ومستقبلك إلى حطام. عليك أن تستفيد من أخطاءك وتأخذها بنقطة تعلم تعطيك دفعة جديدة نحو الحق والصواب. أن يكرهك الآخرون وأنت تثق بنفسك وتحترمها أسهل بكثير من أن يحبوك وأنت تكره نفسك ولا تثق بها. لا تدع اليأس يسيطر عليك، انظر إلى حيث تشرق الشمس في كل صباح جديد لتتعلم الدروس التي يرغب الله أن تتعلمها النفس البشرية. فالغروب لا يمكن أن يمنع الشروق مرة أخرى في صباح جديد.
عندما تشعر بأن جميع الأشياء من حولك يتخلى عنك، لا تحاول أن تثق بها مرة أخرى، فقط حاول أن تثق بأنك قادر على العيش بدونها. الشوق هو المغناطيس الروحي الذي يستطيع أن يجذب قلبك نحو الحبيب، حتى وإن كانت بينكما سبعة بحار. لا يمكن أن نتطور في هدوء وسكينة بدون تجارب. نحن نتطور ونتعلم فقط من خلال التجارب. ففي المعاناة يتجسّد تعزيز الروح واستمداد الطموح وتحقيق النجاح.
من يستطيع أن يجلب الفرح لقلبك، ينقي عينيك من الدموع المتبقية، يقف بجانبك في أحزانك، هذا هو الصديق الحقيقي الذي يستحق التسمية.