القرار صائب لإقرار الصوت الواحد
15-07-2007 03:00 AM
أثار تفسير صوت الواحد الذي أصدره الديوان الخاص بتفسيرات القوانين،تغيرات أربكت الساحة الانتخابية ، وغيرت صور الساحة وقلبت الموازين الكاملة ، ولم نفهم بعد أهمية هذا التفسير لأن الأصل في البلدية أن تكون أطقم متفقة مع بعضها،لتسهيل خدمة الناس ، ومع ذلك فقد اتجهت الحكومة إلى تفسيخ التحالفات عبر هذا البند الذي جربت فعاليته في الانتخابات النيابية 1993 .
اتجه البعض إلى توجيه اتهامات ظنية إلى الحكومة بعد القرار، منهم من ادعى أن الحكومة تسعى إلى ضرب سيطرة الأخوان المسلمين على البلديات، وهذا من الممكن أن يفسر على هذا الحال ولكنه يضمن أيضا دخول أعضاء منهم،البعض الأخر اتجه إلى أن الحكومة تريد تقوية العشائرية و إعطاءها القوة لأنها هي صاحبة المد القوي في القواعد الانتخابية .
وهناك من وجد أن هذا القرار صائب ،لأن الحكومة فككت التحالفات المصلحية التي كانت من المؤكد أن تجعل من فئات لها تجمع سكاني من السيطرة على المقاعد.
وهذا الرأي الأخير هو الأصح الذي يصب في مصلحة المواطن، فالآن ليس بإمكان العشائر والأحزاب الدينية ذات التجمع العددي أن تكسب مقاعد جاهزة لها، وتضمن مقاعد أخرى لحلفائها من الأعضاء الآخرين .
فقد كان أصحاب القواعد الكبرى من الرؤساء يستغلون التحالفات مع الأعضاء لضمان تبادل الأصوات ، وهذا طبعا لم يكن يصب لصالح المواطن،بل اتجهت تلك التحالفات إلى التضامن مع أعضاء آخرين لا يمتازون في كفاءة معينة أو مطلوبة لأنهم يمتلكون قواعد بسيطة من الممكن أن تزيد أصوات التحالفات القوية ،من الممكن أن تكون على حساب المرشح الكفؤ صاحب الخبرة والقوة .
الصوت الواحد جعل المنافسة شريفة بعد أن تمعنت به، بل هو قرار حكومي صائب وضربة معلم بعد أن كانت البلديات سوف تجور للمصالح الشخصية وحلفاءها ، ومن الطبيعي أن تخفف الآن من عدد المرشحين وأن يوزن كل مرشح قاعدته.
فهذا القرار لم يجعل للتحالفات مكانا، فكل مرشح اتضحت له الرؤية ،وسار على درب "اللهم نفسي" والغريب أو المضحك أن البعض بعد أن فضت تحالفاته ما يزال يصارع ، ويحاول إقناع نفسه أنه سيكون منافسا حاداً، متناسي أنه كان يعتمد على عدة أوراق لم يتبق منها سوى واحدة لا تكفي لحسم المعركة .
الكثير من المواقع الانتخابية في الأردن اتضحت معالمها القادمة ، عبر المعرفة الإحصائية للقواعد التي يملكها المرشحون، وعلى كل من لا يجد القاعدة القوية أن يتقي الله في مائة دينار سيدفعها عند الترشح فأولاده أولى بها ، وأقاربه أولى براحة أجسادهم التي سوف تضيع هباء.
في المقابل فإن خطورة الصوت الواحد جاءت متعادلة مع لعبة الرؤساء الآن يفوز الرئيس صاحب القوة التي يستحقها وليس التي اكتسبها من تحالفاته مع الأعضاء كما كان سابقاً ،فمعظم الرؤساء الآن وحدهم في معركة الانتخابات بعد أن توجه كل مرشح عضوية للبحث عن بعض الأصوات تقيه غضب الصوت الواحد الذي جعل القرار واحدا وهو صوت الناخب الواحد المتيقن من قراره فالظن لا يغني عن الحق شيئا .
Omar_shaheen78@yahoo.com