غضبة الملك لفلسطين .. تدفع بنتياهو لزيارة جلالته
نيفين عبد الهادي
25-01-2023 05:00 PM
لا مواقف ولا أي ردود فعل ولا أي أصوات لا تملك من قدرات سوى حناجر ضعيفة، تفصل المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني عن ثوابته الوطنية تجاه فلسطين، فهي ثوابت يفرضها فرضا لعدالتها وحكمتها وشرعيتها على إسرائيل وعلى كل من يظن أن فلسطين وحيدة!!!
وفي خطوة أردنية تسجّل بتاريخ المرحلة من أحرف ذهبية، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمّان أمس، وسط تزاحم وتصاعد احداث سياسية وأمنية وتجاوزات على كافة الشرعيات والحقوق وقدسية الأديان وحتى الأموات من المقدسيين، وتهديدات تطال الوجود الاسلامي والمسيحي بها، وسط كل هذا جاء نتياهو الى عمّان نتيجة لاصرار جلالة الملك على مواقف الأردن بوقف كل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات وصولا لسلام عادل وشامل، والالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا هو الأردن وهذا هو الملك عبد الله الثاني الذي يملك حكمة التدبير، وأخذ الفعل المناسب حيال قضية لا يختلف اثنان على عدالتها، سيما وان الشارع الاسرائيلي نفسه بات يرفض كثيرا من سياسات حكومة اليمين المتطرف، ليحسم جلالته حالة عنف وظلم تسيّدت الشارع الفلسطيني والمقدسي تحديدا خلال الأيام الماضية، بإمعانٍ وإجرام لم يترك من هم فوق الأرض بالتعدّي عليهم وعلى المقدسات، ولا من تحتها بالاعتداء على المقابر المسيحية!!!!!
جلالة الملك شدد خلال اللقاء على "ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به، وأكد جلالته على ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددا على ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام"، هو الحسم الملكي تجاه تعنّت إسرائيلي لم يتوقف، حسم تجاه جرائم جعلت من غبضة الملك لفلسطين تقود نتياهو لزيارة الأردن رئة فلسطين، ولقاء جلالة الملك نصير فلسطين والقدس.
زيارة بحجم جرائم إسرائيل، زيارة حملت مضامين هامة، كما حملت دلالات هامة، ففي حضور نتياهو إلى عمّان رسائل أردنية بقيادة جلالة الملك تؤكد أن الحق الفلسطيني (وراه مطالب) بالتالي لن يضيع، ولن يستباح، ولن يجرؤ على انتهاكه أحد، فهاهو من يأمر بهذه الانتهاكات جاء الى عمّان يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني، ساعيا للسلام، متعهدا بالابقاء على وضع القدس القانوني والتازيخي، زيارة ينتصر بها جلالة الملك لفلسطين وللقدس وللسلام الذي لن يتحقق ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها، فكم من نداء استغاث به الفلسطينيون لكفّ يد إسرائيل عنهم، ليستجيب لهم جلالة الملك منتصرا وداعما لهم.
(الدستور)