نعم لسحب الجنسية من الممثل الرياحنة وأكثر!
بسام حدادين
25-01-2023 03:55 PM
لقد خذلنا الممثل القدير منذر الرياحنة وفريق عمل فيلم الحارة، لأنهم، لم يكونوا أمينين في نقل عاداتنا وتقاليدنا. بعد ان حضرت هذا الفيلم وجدت ان المسبات المحكية اقل بكثير من مسبات ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا. وعليه فإن منذر الرياحنة وكل فريق العمل كذلك يستحقون ليس فقط سحب الجنسية بل والسحل في الشوارع ايضاً، لأن التمثيل والرقص والغناء والموسيقى والنحت والحب وكل الفنون مشكوك في نوايا اصحابها أصلًا، لأنهم يقلدون الغرب ويتشبهون بهم.
فليم مخيب للآمال حقا، ينتقص من عاداتنا وتقاليدنا.
يعني مثلا لم اسمع شتائم نسمعها يوميا، ولا مرة في الفيلم حيث يتم استخدام هذا الاسم مع حروف الجر مثل على ….. أو مثلا لـ …… بينما هذا الاسم شائع في حوارات الشباب وحتى الختيارية في الاردن.
ايضا لم اسمع في الفيلم اي كفر بالذات الالهية بينما سمعتها في كل مشاجرة حدثت بالقرب مني كما سمعناها في مجلس النواب.
كمان لم اسمع كلمة فعل الاغتصاب التي نعرفها جميعا ونسمعها في كثير من الحوارات حتى بدون مشاجرات وتستخدم هذه الكلمة مع القسم على نحو "والله ل …..".
المهم ان الفيلم خيّب توقعاتي في توثيق محتوى الكلمات البذيئة المستعملة في مجتمعنا والتي هي جزء من ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
اساسا نحن فهمنا معاني تلك الكلمات البذيئة لأننا نعرفها عز المعرفة ولأنها جزء من ثقافتنا وإلا لما كنا فهمناها.
متى يفهم هؤلاء الذين ينصبون انفسهم حراس الفضيلة، ان صناعة الأفلام، فيها خيال وفنتازيا وحبكة، وان التمثيل علم وفن. متى يفهم هؤلاء انهم فاهمين الفضيلة بأفق خرم الإبرة. الفضيلة اوسع وارحب وتستوعب متغيرات العالم والبشرية وليس لها شكل وقالب واحد وفي الفضيلة ايضاً تعددية، ربما ما تعتبره انت فضيلة انا لا اعتبره كذلك.
عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، تتبدل وتتغير مع الزمن وتجاربنا المجتمعية. وعلينا ان نحترم الفنون بما فيها صناعة الافلام لانها تعالج مشاكل وتحمل رسائل وترفع من الذائقة الفنية. لا يخلو الأمر من افلام هابطة ورديئة، لكن فليم الحارة ليس منهم، انه فخر الصناعة الاردنية.
اخيرا ليس المطلوب من الفيلم أن نحب شخصياته واخلاقهم وأظن أن المخرج كان له هدف تسليط الضوء على هذه الشخصيات لكي نكرهها وان تنتبه السلطة بجميع اجهزتها لهذه الفئة من المجتمع وان تحاول ان تجد لها الحلول والعلاج.