عمون- الإمام الشافعي، أحد العلماء البارزين والشعراء الماهرين، عُرف بحكمه العميق والمعبر. دعونا نستمد بعض الحكم والمواعظ من لسانه الجميل الذي تدفقت منه الدروس القيمة. إليكم بعض أجمل الحكم الشعرية للإمام الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي، وجنبني النصيحة في الجماعة، فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أُرغب في سماعه، وإن خالفتني وعصيت قولي، فلا تجزع إذا لم تستجب للطاعة، فلدى الله منافذ للخروج من هذا الوضع.
ضاقت بك الدروب، فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أعتقد أنها لن تتحسن. فليكن لديك الثقة بأن الأمور ستتحسن وتفرج عندما يبلغ الأمر ذروته، والمخرج الحقيقي هو عند الله.
إذا كانت لديك العديد من العيوب في الظهور، فاسترها بالسخاء وكرم النفس، فكل عيب لديك يمكن أن يكون له غطاء يحجبه ويخفيه، كما يقال: السخاء يغطي العيوب.
يخاطبني السفيه بكل قبح، فأنا أكره أن أكون له مجيبًا، فإن ذلك سيزيد من سفاهته، بينما أنا أزيد من صبري وتحملي لأموره السخيفة، كما يزيد العود جمالًا عندما يحترق.
نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا، ونلوم الزمن دون أن ندرك أن العيب فينا، فلنسلك طريقًا آخر ونبتعد عن الشكوى والتذمر.
يموت الأسد في الغابات جوعًا، وتأكل الكلاب لحم الضأن، فلا يعتمد الإنسان على القوة والأصول النسبية فحسب، بل على القوة الحقيقية والمبادئ الثابتة.
عندما يكشف الإنسان سره بلسانه لشخص آخر، ويُفضح لا على سبيل الاختيار، فهو أحمق، لأنه أحرج نفسه ولم يحتفظ بهذا السر فضاءً في صدره.
لا توجد فائدة في ود صديق يكون متلونًا وغير صادق في وعوده، فإذا رأيت الأمور تتجه في اتجاه غير مرغوب فيه، فافترِض أن الأصدقاء الحقيقيين قلة.
ليكن لك صديق صدوق ومخلص، إذا كان ليس لديك واحد، فتخلص من الأوطان وانتقل لتجد التعويض، فالسفر يفتح أبوابًا جديدة وتجارب جديدة، وقد يكون العيش المستقر لا يجلب الراحة الحقيقية.
رأيت أن جمود الماء يفسده، فإذا جري تصبح طازجًا، والأسد لولا انفصاله عن الغاب لما كانت تُفترَس، والسهم لولا انفصاله عن القوس لم يكن ساقطًا. فالانفصال في بعض الأحيان هو ما يعطي القوة والحيوية للأمور.