لماذا "عمّان الشرقيّة" .. ؟
طلعت شناعة
25-01-2023 11:28 AM
لا أميل ولا استحسن، بعد اذنكم ، تعبير " عمّان الشرقية" ، ولستُ مع الذين يفرّقون بين جغراقيا العاصمة على اساس " الغني والفقير " وهي "حقيقة"، ولكنها للأسف تحمل وفي كثير من الأحيان "وصفاً طبقيّا ".
ولهذا كرهتُ ، نعم ، كرهتُ إشارة الأعمال الفنية ومنها " الحارة " الى ضرورة تصوير وإظهار " مساوئنا " من المكان في " عمّان الشرقية ".. وكأن الجهة " الغربية " معصومة من العيوب الإجتماعية، ولهذا نادرة جدا تلك الأفلام والمسلسلات التي يتم تصويرها في " عمان الغربية ".. باستثناء بعض الاغاني التي تعبّر عن العشّاق من "الطبقة الثريّة" او "أبناء الذين".
وأذكر أنني قمت بإجراء تحقيق صحفي قبل "سنوااااات" تناول "شُرفات منطقة عبدون ودير غبار والصويفية".. وخلصت الى نتيجة ان اغلب اصحاب الفلل والبيوت الفاخرة يحرصون على اهمية " البلكونة او البرندة " او بتعبير المثقفين " الشُّرفة " في منازلهم ، مع انهم لا يستخدومنها كما يفعل اهل بيروت ل " شمّة الهوا" و" المزاج العالي " ، خاصة في ساعات المساء ، حيث يحلو تجمّع العائلة في " البلكونات " وتناول العشاء.. ولا بأس "الأرجيلة" ..
وأذكر يومها اعترض أحد رؤساء التحرير "السابقين" واتّهمني بأنني "أعاني من الطّبَقيّة" وانني من وجهة نظره "أميل إلى إلى المناطق الفقيرة" ومنها " عمان الشرقية" و " وسط البلد " وتحديدا "سقف السّيل".. يعني انا من " الطبقة الكادحة وعيال فقًر "..
لا أنفي وجود "متاعب وعيوب اجتماعية" في العاصمة وبين سكّأنها لأسباب باتت معروفة، لكن سؤالي لماذا " التركيز " و " تسليط الضوء بشكل " فوكس " على سكان " المناطق الفقيرة والشرقية من عمّان " ؟، وكأن المناطق الأخرى "نقيّة " من العيوب ، وان قاطنيها " انصاف ملائكة "..
اعرف ان الدراما تحتاج إلى إحداث مثيرة، وهذه ربما تكون أكثر في المناطق ذات التجمّعات المقهورة والفقيرة، لكن الحديث فقط عن "عمان الشرقية" و سكّانها و حاراتها ... يحتوي على الكثير من الظلم..
سؤال آخر وليس أخيرا، ألا يوجد " حارات " في "عمّان الغربية"، أم أن سكانها جاءوا من "سطح القمر".. ؟..