عمون- العدل والحقيقة والتعاطف هي قيم أساسية يجب أن يتمسك بها الناس في مواجهة الظلم والكذب والطمع. إذا تحلى الجميع بهذه القيم وعملوا بنفس الروح، فسيتغير العالم بالتأكيد. ليس كل إنسان ظالمًا بطبعه كما يعتقد البعض. بالحقيقة، يمكن للإنسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من ذلك. قد يكون البعض يحب العدل في قلبه، ولكنه لا يعرف كيف يتحقق منه. قد يظلم وهو لا يدري أنه ظالم، فكل فعل يقوم به يعتبره عادة عدلاً.
من أسوأ أنواع النسيان هو نسيان تاريخ الشخص الذي كان مجهولًا ونسيان الماضي الذي كان معصيًا وتائبًا. كما أن نسيان العالم للهبات الفهم والعلم التي منحهما الله يعتبر أمرًا مؤسفًا، ونسيان المظلوم لآلام الظلم بعد أن يصبح منتصرًا.
يا ظالم، لا تعتقد أنك ستظل بلا عقاب أو ستدوم للأبد. المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار. وأشد ظلمًا هو ظلم الحاسد الذي يبغض النعمة ويتمنى انقلابها. من يظلم نفسه فهو يظلم الآخرين بشكل أكبر. وقوع الظلم في أي مكان يهدد وجود العدل في كل مكان. الظلم والانتقام هما سلسلة متصلة من الشر لا يمكن الفكاك منها.
قد يصل الإنسان في لحظة ما إلى الاعتقاد بأن مصدر الظلم لم يعد في الخارج، بل داخله هو نفسه. في العالم الذي نعرفه، يوجد الكثير من الظلم وعادة ما ينجح الأشرار ويعاني الأبرياء. لذا ليس من الواضح أيهما أكثر إزعاجًا.
الظلم هو الاستغلال والتعسف والتصرف في ملك الآخرين وتجاوز الحدود والقيام بأعمال غير مشروعة دون توقع العقوبة. الظالم المستعبد هو الشخص الذي يستغل الناس ويستعبدهم بسبب قوتهم واحتياجهم إليه، بينما الظالم المهمش هو الشخص الذي يهمش آراء الآخرين.
بإمكاني أن أسامح البشر على كل شيء إلا على الظلم والجحود. الظلم يزرع الشقاء، وما يستند إلى الظلم لا يدوم. يجب أن نكافئ الظلم بالعدل ونكافئ اللين باللين.