دمْجُ الوزارتين والأنابيب المستطرَقة!
د. ذوقان عبيدات
23-01-2023 06:40 PM
في ندوة أمس بقناة اليرموك، شارك فيها د. محمود المساد مدير المركز الوطني للمناهج السابق، والنائب د. عبد الرحيم معايعة عضو اللجنة التربوية، ناقشت موضوع دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، عرضت القناة آراء بعض المواطنين حول الموضوع، حيث اتضح أنهم لا يعون معنى الدمج ومسوّغاته، وأوضح النائب أن ما قيل للبرلمان من مسوّغات للدمج هو توفير مالي! عرض الدكتور مساد للأخطار والتحديات أمام الدمج؛ مشيرًا بإيجاز لقاعدة الأواني المستطرقة، التي خلاصتها: يتساوى ارتفاع عمود الماء في كل الأنابيب نتيجة تساوي الضغط الجوي، وأشار إلى بعض التباينات بين الوزارتين في وقت لم يسمح له بالتفصيل ما دفعني لكتابة هذه المقالة.
هناك قاعدة رياضية تقول:
1+1 لا يساوي اثنين دائمًا؛ لأن (ضعيف+ ضعيف) لا يساوي قويّا، بل يزيد ضعف الاثنين معا، و(واحد قوي+ واحد ضعيف) يقلل من قوة القوي.
وبناءً عليه، إذا كان التعليم المدرسي ضعيفًا- وهو كذلك - وإذا اجتمع مع التعليم الجامعي- وهو ضعيف أيضًا -، فإننا لن ننتج تعليمًا قويّا، ولو كان أحدهما قويّا فإن الدمج وفق نظرية الأواني المستطرقة سيقلل من قوته ليعادل مستوى التعليم الضعيف.
التباينات بين الوزارتين عديدة:
فلسفة التعليم المدرسي مقيدة بعوامل اجتماعية ضاغطة؛ لضمان بناء الطالب بهوية يريدها المجتمع، ولذلك يراقب المجتمع كل كلمة ليضمن عدم أي انحراف، بينما فلسفة التعليم الجامعي هي بناء شخصية الطالب ليكون صاحب فكرٍ ناقدٍ مبتكر منفتح، وهذا لن يتم إذا خضع التعليم العالي لرقابة المجتمع، وحسب نظرية الأواني المستطرقة ستقل الحرية الأكاديمية الجامعية دون أن تزيد حرية التعليم المدرسي!
وفي التعليم المدرسي أكثر من 1500 حامل دكتوراة بمعدل راتب 500 دينار، بينما راتب الدكتور في الجامعة يزيد عن ألفي دينار شهريّا، فما الذي سيحدث لو طبقنا الأنابيب المستطرقة؟
هل سيتعدل نظام المعلم المدرسي ليساوي معلم الجامعة، أم يتساويان في الانخفاض؟ التعليمان نظامان منفصلان مستقلان! مرَجَ البَحرَينِ يلتقِيان!
ما سيحدث سيتراجع التعليم الجامعي ليعادل المدرسي، ويفقد كلّ ما له من مزايا، وبذلك سيبتلع التعليم المدرسي ذو المليوني طالب، والمئتي ألف معلم كل ما هو جامعي! وقد لا يتحسّن شيء!! وعندها سنقول: ضيعنا الفحم في المربعانية!