عمون- الغربة تعتبر شعورًا مؤلمًا بالنسبة للمغترب، حيث يجد نفسه بعيدًا عن أسرته وأصدقائه ووطنه. وبغض النظر عن مستوى راحته في البلد الجديد، فإنه لا يمكن أن يُغمر بالسعادة والانتماء إلى هذا المكان، حتى لو حاول أن يظهر مشاعر الانتماء له. فالإنسان لا يعيش في بلد معين، بل يعيش في لغة، فهذا هو وطنه الحقيقي ولا شيء غيره.
في حالة الغربة، لا يملك الشخص شيئًا، ولا يملك سوى حلمه. يا زمان، أشكو غربتي إليك، فإذا كانت الشكوى قد تداوت محنتي، فقلبي يشعر بالأحزان ويزداد حزني عندما أكون في وحدتي وسط الظلام.
بعض الأقوال عن الغربة يقول: "إن غابوا عنا شعرنا بالغربة"، وهذا يعني أن الشخص يشعر بالغربة حتى لو غاب عنه أحدهم.
بغض النظر عن سبب ذهاب الشخص إلى بلد آخر، سواء للزواج أو الدراسة، فلن يشعر بالراحة والانتماء إلى هذا المكان، مهما حاول أن يبدي من المشاعر.
الغربة هي ما يمنع الشخص من الاحتراز بأي شيء، سواء كان ذلك الشخص أو الأماكن أو الذكريات، لأنه عرضة للرحيل في أي وقت، سواء أراد ذلك أم لا.
ستغادر إذا امتدت فترة غربتك، وستترك وراءك تجربتك بأكملها، وكل ما تعلمته من التكيف والتأقلم وما تكلفته من جهود وصبر ومال لتبدأ من جديد، بغض النظر عن وجهتك المقبلة.
الغريب هو من ليس له حبيب، فهو يعاني في زمنه من الشعور بالغربة.
قال القاضي فرقد السبخي: "يا قلب، إني قد أتيتك ناصحاً، فاربأ بنفسك ألا تدع محنتي تقودك، فالغريب يشرب كأس المرارة في سنين غربته، وكان نومي هانئاً فوق الثرى بدون شكاوى أو أحقاد، ولكن الزمان والكروب يجعلانني لا أجد الراحة.
أنا أعرف بابتساماتي وأُعرف بها، لكن عندما يأتيني الحزن، أنزل الدموع بفرحي لأرسم ابتسامة، وإذا شعرت بالحزن الشديد، يهرب الألم من عيني.