كمعظم أطفال العالم في صغري أحببت الموز، تقشيره سهل وطعمه حلو، ولكن المشكلة كانت في ارتفاع سعره فالكيلو بنصف دينار وفي تلك الأيام كان النصف دينار "مبلغ محرز" وبالتالي كان الموز طلبا مبالغ فيه، لذلك كان يقتصر شرائه على المناسبات وبالتحديد "إذا واحد مرض بالعيلة".

ثم مع العولمة أخذ التجار يستوردون موز صومالي، ليتبين لي أن الموز الذي كنا نأكله ما كان موز ممكن "جزر مصفرن و طاعج حاله"،عموما لدى الأردنيين عقدة أن الموز سعره مرتفع، والدليل أن كل من يذهبون إلى العقبة يقومون بتهريب الموز، حتى موظفو الجمارك يغضون الطرف عن هذه التهريبة "مساكين، زينا عندهم نفس العقدة".

ثلاثون عاما وسعر الموز نصف دينار، تخيلوا...أليس هذا ثبات على المبدأ الذي نفتقده هذه الأيام، زادت الرواتب أكثر من 300% وتغيّر سعر صرف الدينار وتم رفع الدعم عن المحروقات وتغيّر أكثر من رئيس وزراء، وأكثر من مجلس نيابي، وأكثر من تعديل حكومي، ورؤساء بلديات طاروا، دول تحررت ودول استعمرت والموز ثابت " ع نص نيره".

هذه الحكومة تنكر أن هناك تزوير في الانتخابات وكل يوم تتكشف مفاجأة جديدة، وهذا النكران "مش جقم" إنما ثبات على المبدأ و محاولة بائسة لتقليد الموز.

إذا كشفت هذه الحكومة عمليات التزوير ومن قام بها فسأحني هامتي لها احتراما، أما إذا بقيت ثابتة على المبدأ كغيرها من حكومات، فاسمحوا لي أن أقول بأنها تكون ثابتة على المبدأ كالموز ولكنها تتفوق عليه بأنها "صفرا وعوجى" أكثر منه.

تقبل الله طاعتكم ولمليكنا المفدى تهنئة بالعيد بحجم الكون.

qusainsour@yahoo.com