facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




صراع أديان أم صدام حضارات؟!


محمد حسن التل
22-01-2023 03:37 PM

ذلك المتعصب الحاقد ومن وراءه ، ماذا كان يخيل لهم عندما أقدموا على جريمتهم في السويد بحرق نسخة من القرآن الكريم ، وما هي الرسالة التي يريدون توجيهها من خلال فعلتهم هذه .

لقد كانت جنايتهم تلك السدادة التي عندما حركوها كشفت كل هذه المكاره ، وكشفت المستور وأظهرت الحقيقة المرة التي تنطوي عليها عقول ونفوس شرائح كثيرة في الغرب اتجاه الإسلام والمسلمين ، كما كشفت الزيف الذي نغطي به عيوننا ونتوهم بأننا نعيش في عالم متسامح.

ترى لو أن أحد المسلمين في دولة عربية أو دولة أخرى في العالم الإسلامي قام لاسمح الله بحرق نسخة من الإنجيل ، ماذا سيكون رد الفعل ، لن تقف الجريمة عند صاحبها بل ستتهم الأمة كلها بالإرهاب والتعصب والتخلف وتحاكم جميعها على هذه الفعلة ،أما عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين فإنه يمر بسرعة وغالبا ما يختبئون خلف حجة المرض النفسي للمجرم ، او بتلك الحجة المقيتة أنه قام بفعلته من باب حرية الرأي .

إن الإسلام دين عقل وحوار ، يقبل الآخر ويحترم معتقداته ويحرم الإساءة إليها "آمن الرسول بما أنزل اليه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد منهم وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير " ، نفهم من هذا المنطوق الالهي إن لب العقيدة الإسلامية الإيمان الراسخ بالديانات السماوية الأخرى وأنبيائها .

أشيروا لنا على حادثة واحدة في أرجاء العالم الإسلامي أساءت إلى دين سماوي غير الإسلام ، ذلك لأن الشرق هو مهد الرسالات وموطن الأنبياء ونصارى الشرق بل واليهود قبل الصهيونيه كانوا يعيشون مع المسلمين جيرانا وشركاء ، أما ما يحدث في الغرب فليس صراع أديان بمقدار ما هو صدام حضارات ، فالقضية بين الإسلام والغرب ليست قضية دينية ، لأن موقف الإسلام من الأديان الأخرى كما أشرت محسوما في القرآن "لكم دينكم ولي دين " ومفكروهم يفهمون ذلك جيدا لكن الأمر يتجاوز القضية الدينية إلى أحقاد أخرى لم يخفف منها واقع العالم الإسلامي التي قال عنه برنارد لويس "العالم الإسلامي غير مجمع على رفض الغرب كما أننا نشاطر أعدادا هائلة من المسلمين وربما الأغلبية منهم، المعتقدات والآراء والتطلعات الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية " .

إذن ما يحدث في الغرب أمام حكومات منافقة تتحدث في الغرف المغلقة غير ما تتحدث به على المنابر
وهي ليست جادة في فكرة الحوار بين الأديان أو حتى الحوار بين الحضارات يعبر عن حقد كبير يلف قلوب وعقول هؤلاء!

كل ذلك النفاق والمجاملات الكاذبة تسقط وينكشف زيفها أمام الصمت على جريمة متعصب مأفون بحرق نسخة من القرآن أو محاولة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم .

وإنني على يقين تام بأن مسيحيوا الشرق يرفضون الإساءة للإسلام ورموزه رفضا قاطعا ، وإن ما يحدث في الغرب جاء نتيجة سيطرة الصيونية هناك على عقول المغفلين لتوجيهها حيث أرادت لتخلق عداوة بين الشعوب الغربية والأمة الإسلامية خدمة لجريمتها في فلسطين .

إننا أمة ننبذ الإرهاب والتعصب ، وكم من تنظيم أو جماعة ظهرت في الشارع الإسلامي كانت متعصبة ضد الآخر نبذها المسلمون وحاربوها حتى أصبحت من الماضي وأثرا بعد عين .

ما يحدث اليوم هو صدام حضارات وليس صراع ديني على حقيقته ، وإن عتاولة السياسة والفكر والتاريخ هناك في الغرب يعون تماما مدى عظمة الإسلام وتسامحه واستعداده للحوار وقدرته على إقناع الآخرين وهذا ما يخيفهم ويدركون جيدا عظمة الحضارة التي بناها المسلمون في الشرق حينما كان العالم الغربي غارقا في الظلام والتيه ، وعندما قام من مستنقعه بنى حضارته على المادية المفرطه التي أوردت العالم موارد الضياع والصراع بعيدا عن الإنسانية .

ان هذه الجرائم ضد الاسلام لن تستطيع جر المسلمين الى دوامة صراع لا يخدم الا اصحاب الاجندات المشبوهة في العالم ليؤكدوا كذبتهم باننا امة ارهاب ودموية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :