يقول برنارد شو: ( قد يفشل الرجل مرارا في عمله ولكنه لا يعد خائبا الا اذا بدأ يلوم غيره ...) وفي هذا السياق المجتمعي وقبل ان ادلف الى الموضوع الرئيس وهو الانتخابات الاخيره، لاحظت وجود ظاهره عند طلابنا في الجامعات " وهم اما ابن او اخ او قريب مرشح او ناخب" أي من هذا المجتمع يطبقون بشكل غير مباشر ثقافة رفض الفشل او نسب الفشل للاخرين وينسبون النجاح الى انفسهم، فعلى سبيل المثال: اذا صادفت احد طلابك في مكان ما وبعد وقت معين فاذا كان قد حصل على علامه عاليه فيقول: دكتور انا نزّلت عندك مادة كذا ( وجبت عندك) 80% مثلا ولنلاحظ ما وضع بين الاقواس، اما اذا صادفت طالبا لم يفلح عندك فتجده يقول: دكتور انا نزّلت عندك مادة كذا ( وحطيت لي 50% ) او ( رسبتني) اذ ينسب الطالب النجاح لنفسه اما الفشل فينسب للاخرين .
وكما اخترنا مجلس النواب السادس عشر بالاجماع والاغلبيه فانني اجزم بان الحكومه بالفعل استطاعت تنفيذ التوجيهات الملكيه بشفافيه ونزاهه عاليتين وهذا من خلال قناعتنا اولا كمتابعين للعمليه الانتخابيه ومن خلال تقارير العديد من المراقبين المحايدين، وان كان هنالك بعض الخروقات الفرديه فانني اشبهها بمحاولة الغش في الامتحانات الطلابيه حيث تشبه محاولة الطالب في الحصول على اجابه لسؤال اومفتاح الاجابه من زميله، وبالتالي فان هذه المحاوله لن تغيّر من مستوى الطلاب اومعدلاتهم كونها محدوده وفرديه.
ما اود التركيز بانه لو سال المرشحون انفسهم بصدق تام مع النفس قبل النزول الى هذا المعترك هل يوجد لي فرصه قويه ام لا ؟ او في مراحل لاحقه كيف ساجيّر الدوائر الوهميه لصالحي؟ مثل التعاون مع المرشح الاقوى كما اجادها بالفعل عدد من النواب الحاليين الذين نبارك لهم ذلك، الم يستخدموا المصطلحات الحربيه العسكريه مثل: الحمله، المعركه، الانتصار، والرشاشات التي استخدمت عند النجاح.. الخ، حيث اني ارى ذلك من فن ادارة العمل والذكاء في معرفة من اين تؤكل الكتف، لا ان نلقي باللوم على الاخرين اقرب الناس الذين اخلصوا لك من ناخبيك اوعلى الحكومه وهذا هو الظلم بعينه، والامر الاخر المهم اذا تكررت اعذارنا الموجوده في عقلنا الباطن وهي رفض الهزيمه والفشل ونقوم بنفيها فاذا تقبلها العقل الباطن فانها ستبرمج بداخله وان التجربه ستتكرر في الانتخابات القادمه وبالتالي سيتكرر الفشل وهذا ما لا نامله الى أي انسان.
فالاعتراف بالفشل هو اول خطوات النجاح، فاذا حصلت على اصوات نصف عدد مؤيديك ونجحت وكان نجاحك ضعيفا اسال نفسك من الذين قصرت بحقهم او ظلمتهم؟ واعمل على اصلاح ذلك من اليوم، وهنا استذكر ايضا احد المسؤولين يخاطب مرؤوسيه ويقول: اذا مررت بجانبك ولم اسلم عليك (فتلمس حالك) أي ابحث عن خطأك فلنبحث عن اخطائنا ولنعترف بها فانها اول خطوه للنجاح الذي نريد.
almashaqba@yahoo.com