المدينة الجديدة .. لم يقتنع قومنا بحمل نعجة واحدة فطلبوا أخرى
د. أحمد الحياري
20-01-2023 11:41 PM
عندما أردنا إطلاق باصنا السريع، تباطأ الزمن علينا، حتى مضى عقدين، سنة بعد سنة، ثم ملّت السنون، فمضت في حال سبيلها، تحرقها الساعات والأيام والأشهر، قبل أن يسير أول باص سلحفائي على الخط الفاصل بين نعجتين، أعني على الخط الفاصل بين مسارين.
حملنا الأولى حتى إذا عجزنا عن حمل نعجة واحدة طلبنا حمل الثانية. الأمثلة لا حصر لها في حكاياتنا مع النعاج. كلما أنّ كاهلنا عن الحمل قلنا هاتوا الاخرى.
تلك قصة الأبراج أيضا. أليس كذلك؟ وجرّ مياه الديسي ليس عنا ببعيد، لقد جرّنا الديسي على وجوهنا، قبل أن نجرّه.
ثم ها هو باص حفرنا له طريقا بين طريقين. هذا فقط. هذا كل ما في الأمر. فكلفنا أموالا طائلة، كلها ذابت كالملح في ثقوبنا السوداء قبل حتى أن يبدأ المشروع.
على أن طموح قومنا الان، لم يعد يقنعهم بالنعجة والنعجتين. يقولون لنا اليوم إنهم يريدون أن يحملوا جمل بهودجه. يا ويلنا إذن. إنها المدينة الجديدة يا قوم.
ألم يكفنا مشاريع تتخبط فينا ونتخبط فيها، لنقنع انفسنا اننا من ذوات الدم البارد، أو ربما كائنات من أحادي الخلية؟.
ألا يحق لي أن أسأل عن عدد الملفات والقضايا التي ستتفجر في وجوهنا، ونحن نحفر في صخر إداراتنا مشروع بحجم المدينة الجديدة؟.
كم من الدنانير ستتبخر، دينار تلو دينار، والنية: بناء مدينتنا الجديدة؟.
أليس أجدى لنا اليوم أن نعيد صياغة مدننا القديمة بذات المليارات التي سنفقدها في مدينتهم الجديدة؟.
ماذا عن عمان الشرقية ومبانيها التي تطقطق عظامها هرما؟ أليس من المجدي لنا صناعة أحياء جديدة في مدننا القديمة؟ ماذا عن أحياء محافظة الزرقاء التي تئن ازدحاما.
إن كان لنا القدرة على جمع كل هذه المليارات لمدينتهم الجديدة. أليس من الأولى اطلاق مشاريع استثمارية وصناعات واستثمارات خلاقة لاستيعاب جيش العاطلين عن العمل الحالي والقادم؟ أليس القضاء على الفقر، ضمن خطة عمل شاملة نستثمر فيها مليارات المدينة الجديدة الموعودة، لبناء مشاريع حقيقية تنقذ الناس من وجعهم؟.
من يعجز عن إدارة مشروع بحجم برج، يقول لنا إنه سينجح في بناء مدينة جديدة.