كم انهك الفساد دول واهلك مجتمعات وشعوب وافنى حضارات واوطان واضاع انجازات وافسد الحياة.

نعم آفة الفساد من اخطر الظواهر التي تتهدد الدول وتدمر المجتمعات وتكاد ان تكون خطرا داخليا اشد تهديدا من اي عدوان خارجي لامنها واستقرارها٠

فعندما تتفشى هذه الافة في اي مجتمع او دولة وتصبح ممارسة وسلوك جماعي يصبح الوطن كالرجل المريض الذي يصارع الموت لاجل البقاء٠

في تاريخنا شواهد على حضارات وامم كانت ذات عظمة وامجاد لكنها فنيت واندثرت عندما اعتراها الفساد واخذ ينخر بجسدها الى ان هزلت وزالت عن الحياة ٠

ان من اخطر وجوه الفساد في وقتنا المعاصر ما يتعلق باداء الواجبات في المؤسسات العامة للدولة والاعتداء على الصالح العام .

ومن اكثرها خطورة قبول الرشوة والكسب غير المشروع وسرقة الحق العام وممارسة الواسطة والمحسوبية واحتكار المكاسب والمناصب .

وانحسارها بيد طبقات وفئات بلا حق ولا مشروعية وعلى حساب الصالح العام عندها يسود الظلم وتغيب العدالة ويتفشى الحقد والغل الاجتماعي ويتبدد الاتتماء للاوطان وتضجر العامة من احترام القوانين وهم يرون سيادتها امرا انتقائيا لا سائدا على الجميع ٠

من هنا نجد ان هناك ارتباطا بين الانتماء والمواطنة الصالحة عند المواطنين بقدر مايلمسوه من سيادة للقانون العادل والمنصف للجميع وهو السيد في الحياة وصراطها المستقيم واستقامة الجميع ٠

ان الامم الحية المؤمنة انها صاحبة رسالة خالدة في الحياة وتسعى للبقاء وتتطلع لان تؤمن مستقبل ابنائها واجيالها القادمة في حياة آمنة وكريمة انما يقف افرادها في وجه الفساد ومحاسبة المفسدين ومسائلة المقصرين

ان المواطنة الصالحة لاتتجسد الا بمحاسبة الفرد لنفسه اولا ان كان من الصالحين ومصانا من ممارستة لاي شكل من اشكال الفساد ٠

عندما يصبح الفساد ممارسة جماعية وحالة مجتمعيه وداء وطني عندها يصبح الوطن فريسة سهلة للطامعين ولقمة سائغة للجائعين ٠

*ان مواجهة آفة الفساد وحماية الاوطان من مخاطرها تتطلب الاحتكام للقوانين وتطبيق احكامها على الجميع ومحاسبة المخالفين ٠

* ان مواجهة الفساد واشكاله تتطلب من الجميع الاحتكام لامانة الضمير فيما توكلوا به او تكلفوا بادائه من حقوق وواجبات في اطار القوانين.

* ان مواجهة الفساد واجب ديني وخلق اسلامي عند شعوب المسلمين لايجوز شرعا ممارسته وقد حرمه الله.

ورسوله الكريم ومن كان بغير ذلك فذاك النفاق على الله والدجل في الحياة ٠

وعليه فإن سيادة القوانين وتطبيقها وعدم التهاون في مخالفتها انما في ذلك من سمات للامم الحية التي تحمي اوطانها من الفاسدين وان النزاهة والامانة شرف يتسم به المواطن الصالح والمصلح لغيره وتعبيرا انتمائه وهذا شرف لا يناله الا الصالحون حمى الله وطننا من شر الفساد وابعد عنا بلاء الفاسدين وظلم المفسدين.