دافوس .. الرؤية الملكية ومسارات التحدي تطلق آفاق الأردن
حسين دعسة
20-01-2023 12:02 PM
ربما لأول مرة، تكون للمشاركة الأردنية في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2023»، المنعقد حالياً في سويسرا، أكثر قرباً ومكاشفة وشفافية مع أحوال الأردن وبالتالي دول المنطقة والإقليم والعالم.
على ثرى المملكة الأردنية الهاشمية، وفي البحر الميت، شهد يوم 21 حزيران 2003, انعقاد منتدى دافوس في، وقت قال عنه الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني:
"يوصف هذا الاجتماع بالاستثنائي، وهو «استثنائي» بالفعل. حيث تجتمع في الأردن مجموعة لا نظير لها، في لحظة تاريخية حرجة، بينما تلوح في الأفق فرصة غير مسبوقة لبعث مستقبل جديد، مستقبل واعد، مستقبل الحرية، ومستقبل السلام».
كان ذلك، وفق الرؤية الملكية السامية،، نقطة تلاقي الدولة الأردنية، والحكومات مع هذا المنتدى العالمي، وهي درة النجاح في انطلاق الأردن، ثقافة واقتصادا وسياسة، لجعل حوار الدولة الأردنية، يرتقي مع النخب الدولية في دافوس.
ذات النجاح، وصيرورة الجدية والحوار، جعلت رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة، يقود، ملامح الدور الأردني العريق، المشهود في منتدى دافوس، وهو تاريخ واستشراف هاشمي سام لدور الأردن في حراك العالم الاقتصادي، وضرورة الحوار والتعاون الدولي، وفق ثقافة متسقة مع إبداعات الاردن، والمنطقة والإقليم، والتنمية المستدامة أممياً.
جلالة الملك قال قبل 20عاما ان منتدى دافوس، يعني للدولة الاردنية:
"أشكرك صديقي بروفسور شواب على امتلاكك الرؤية والشجاعة التي تمنحك الإيمان بالمستقبل، والمعرفة بأن الحوار هو المفتاح لهذا المستقبل، إنه مقياس لمكانتك الرفيعة التي جمعت هذا العدد الكبير من القادة من قطاعات مختلفة وجهات مختلفة، والذين سيكون لهم دور في مستقبل هذه المنطقة. أشكر كافة المجتمعين هنا على التزامهم وجهدهم، اليوم وفي الأيام والأشهر القادمة.
"عندما التقينا في دافوس، في شهر كانون الثاني الماضي، ما كنا لنعرف آنذاك أننا سنجتمع مجدداً بهذه السرعة، أو أن الأحداث ستتواتر لهذه الدرجة في هذه الأثناء. عندها، تحدثنا عن الحرب التي كانت تلوح في الأفق في العراق، والآن، نتحدث عن تسريع وصول المعونات الإنسانية، عن إعادة الإعمار، وعن حكومة عراقية ذات مصداقية تمثل كافة فئات الشعب العراقي. عندها، تحدثنا عن تحقيق الالتزام بتنفيذ خارطة الطريق نحو السلام لإسرائيل وفلسطين، والآن نتحدث عن جعل ذلك الالتزام واقعاً ملموساً: سلام شامل، دولتان، تعيشان جنباً إلى جنب، في سل?م وأمن».
.. في دافوس العام الحالي، توقف رئيس الوزراء، د. الخصاونة، صاحب الولاية العامة، معلنا في لقاء مهم مع مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب، وفيه أنجز
رئيس الوزراء، قمة دراية وعرض أفق مشروع التَّحديث الشَّامل الذي يقوده الملك الوصي الهاشمي عبدالله الثاني بمساراته السياسيَّة والاقتصادية وتحديث القطاع العام ورؤية التَّحديث الاقتصادي للسنوات العشر المقبلة، وبيئة جذب الاستثمار في الأردن والشراكة بين القطاعين العام والخاص كمرتكز أساسي في واقع ومستقبل الاقتصاد الأردني، ووضع د. الخصاونة، أطر تعريف المنتدى، والنخب المشاركة، إلى طبيعة الشراكة طويلة الأمد بين الأردن والمنتدى الاقتصادي العالمي، وجاءت الأطراف ضمن:
*الإطار الأول:
وعي وتقدير المملكة للجهود الكبيرة التي بذلها البروفيسور شواب على مدى السنوات الماضية في تأسيس المنتدى واستمرارية انعقاده.
*الإطار الثاني:
أن المنتدى- سواء الذي يعقد في دافوس أو الذي عقد مرات عديدة في منطقة البحر الميت _يوفر فرصة لمناقشة التحديات الاقتصادية والأزمات العالمية وتداعياتها، إضافة إلى أنه يوفر منصة لعرض الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتحسين بيئة الأعمال والاستثمار في المملكة.
* الإطار الثالث:
أهمية الموضوعات التي يناقشها المنتدى الاقتصادي العالمي سيما ما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي الدولي في ظل التحديات التي تواجه الاقتصادات العالمية على إثر جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية الروسية.
* الإطار الرابع:
تثمين الرؤية الملكية السامية، الناظمة لجهود الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي العهد الحسين بن عبدالله المفدى، لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
* الإطار الخامس:
أن المنتدى، عمليا، يقود حوارات ثقافية وسياسية وحضارية وسياسية وأمنية، مثلما يضم قيادات سياسية واقتصادية ورجال أعمال في محاولة لبناء رؤية التحديات والأزمات العالمية واستيعابها.
* الإطار السادس:
ضرورة التعريف بالمزايا الاقتصادية، التي تتوفر في المملكة، ومستقبل هذه الفرص في إطار الخطط التنفيذية التي يشرف عليها مباشرة رئيس الوزراء د. الخصاونة، والتي تعتبر، منطلقا للحوار تطوير وتثوير الأردن في المجالات كافة.
يدعو نجاح المسارات، ان المملكة، مركز حيوي في منطقة الشرق الأوسط، وتحظى بموقع جغرافي متميز بين الأسواق العالمية.
عملياً، ما هي دلالات مشاركة الرئيس الخصاونة في دافوس 2023؟
.. في اجتماع وحوارات و قمم رئاسة، نجحت قوة وشخصية. رئيس الوزراء د. الخصاونة في تشكيل دلالات مهمة عن قوة الدولة الأردنية وسمعتها الدولية والإقليمية والاممية، انطلاقا من الرؤية الملكية، التي عززت ودعمت ما يرتبط أردنيا، الذي يستضيف كل عامين اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت، بعلاقة خاصّة بالمنتدى، وتعد المملكة المقر الشرق أوسطي له.
المنتدى الاقتصادي العالمي، انطلق في عام 1971 عندما أسس أستاذ علم الاقتصاد البروفسور كلاوس شواب مبادرة تجمع للنخب السياسية والاقتصادية الدولية لمناقشة أهم التحديات التي تواجه العالم.
كلنا في المملكة النموذج، نؤمن بما في الرؤية الملكية الهاشمية السامية من آفاق، لعل كلمات الملك، التي تستشرف الأحداث، تذكرنا بإرادة الملك القائد الأعلى ودبلوماسية ومنجزات الدولة في دافوس، الذي يقود فريقها الرئيس د. بشر الخصاونة، الذي يذكر أن جلالة الملك، كان حكينا مستنيرا، عند خاطب منتدى دافوس 2003 بالقول المرجعي، مقولة الحكماء من القادة:
"آن الأوان لنسمع صلوات، وأحلام وتوقعات أولئك الذين يعيشون في الأراضي المقدسة ويعشقونها. آن الأوان لقيادة المسيرة نحو السلام، سلام تتوفر له مقومات النجاح، سلام دائم..».
لنؤمن ثقافياً وإعلامياً وأمنياً، بأن الأوان آن!
(الراي)