ما أن تشكلت الحكومة اليمينية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو، إلا وشهدت هذه الأرض المباركة صورا من أبشع صور الانتهاك حيث ومنذ عهد الرئيس شارون لم ينفذ وزير إسرائيل اقتحاما للمسجد الأقصى، وها نحن اليوم شهدنا اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وتدنيس مقدساته، إن اقتحام شارون قبل ٢٢ عاما كان سببا للانتفاضة الفلسطينية تعبيرا عن الغضب إزاء ذلك أما الاقتحام اليوم لم يشهد اي ردت فعل للشعوب العربية عامة والفلسطيني خاصة!.

إننا لم نجد إلا تحركا دبلوماسيا أردنيا على الصعيد السياسي لشجب ورفض مثل هذه الأعمال أحادية الجانب التي تعصف بالمنطقة بعيدا عن السلام، إن أيدولوجية الحزب اليهودي الحاكم قائمة على التطرف الديني ونبذ السلام وحل الدولتين فلا غرابة ولا شك من تصاعد وتيرة الانتهاكات في قادم الأيام والذي بدورة لن يحقق السلام لهذه المنطقة المباركة.

إن أبرز ما يثير قلقنا إزاء هذه الاعتداءات هو عدم وجود رد من جانب فصائل المقاومة كافة ونتمنى جميعا أن يكون ذلك هو الهدوء الذي يسبق العاصفة للدفاع عن المقدسات التي هي محراب وقبلة كل مسلم حر شريف في أوطاننا. إن دور الأردن الصغير بمقدوراته يثمن دوما تجاه هذه المقدسات وهو وسام فخر يضعه كل أردني على صدره ابتهاجا بالقيادة والشعب المتماسك المتعاضد عندما يتعلق الأمر في مسجدنا الأقصى، أننا كشعب أردني نلتف خلف قيادتنا ونطالب بالاقتصاص من حادثة منع السفير الأردني من دخول مسجدنا الأقصى، لا بد من إظهار القوة في الرد على ذلك بطرد السفير وأن يكون هنالك اعتذار من الحكومة الصهيونية والتأكيد على الوصاية الهاشمية للمسجد الأقصى، سنبقى أوفياء إلى قبلتنا نتحد ونشد من عزائم إخوتنا في فلسطين ونمد يد العون لهم للذود عن مقدساتنا التي هي كياننا ورمز وجودنا، وإذ نستبشر بقرب التحرير مع استمرار وتيرة الاعتداءات ونسأل الله صلاة في مسجدنا الأقصى صلاة الفاتحين أنا وكل من قال أمينا.