حزب إرادة .. نهضة حزبية واعدة
د. خلف الحمّاد
19-01-2023 11:29 AM
استجابةً لرؤية ملكية سامية تحثنا على خلق نموذجٍ حزبيٍ برامجيٍ وواقعي منسجمٍ مع أحكام الدستور، جاء إرادة انسجاما مع ما تضمنته خطابات جلالة الملك المتتالية التي ألقت ضياء حول أهمية الأحزاب وصولا لبيان أهمية إحداث نقلة نوعية في الحياة الحزبية تصل بنا تدريجيا إلى عمل حزبي ناضجٍ وواعد.
ومن هنا انطلق حزب إرادة ملبيا النداء الملكي للعمل ضمن إطار الدستور، انعكاسا لمخرجات التحديث السياسي بغية إحداث تغيير جوهري في صورة الأحزاب على الساحة الأردنية، وكذلك الإقليمية والدولية.
إن المراقب للمشهد الحزبي الأردني يتطلع إلى حراك حزبي وسياسي يصل بنا إلى تحقيق ما يصبو إليه المجتمع الأردني بأطيافه كافة من تطبيق فعلي لرؤية التحديث السياسي يلمسها المجتمع، ويشهد بأم عينه تفاعلاتها وثمارها، وذلك انطلاقا من قول جلالته بأن الأحزاب "لا تُبنى من الأعلى إلى الأسفل".
بدأ "إرادة" في بناء نفسه بوصفه قاعدة حزبية تستمد قوته من الأسفل باتجاه الأعلى؛ فقد استطاع الحزب في فترة وجيزة أن يستقطب ما يزيد على (3500) عضو مؤسس من شرائح المجتمع الأردني كافة: أكاديميين، ورجال عشائر، ومتقاعدين عسكريين ومدنيين ناهيك عن فئة الشباب والعنصر النسائي، ووجد هؤلاء المؤسسون في حزب إرادة ضالتهم بعد موجة من الأحزاب السياسية الضحلة التي امتدت لسنوات وفقدت ثقتها على الساحة الأردنية.
لقد اعتمد حزب إرادة نهج الحوار واللقاءات المباشرة والميدانية التي زادت عن (250) لقاء في مناطق المملكة كافة، فتجد بأن الحزب نشيطا وحاضرا بقوة يحاول أن يوصل صوته إلى الجمهور الأردني المتعطش للسماع عن عملٍ حزبيٍ يمثل الجميع وينأى بنفسه عن الطموحات الشخصية، والمنفعة الذاتية، وما كان لحزب إرادة أن ينجح بإحداث صدى إيجابي لولا تمثله برؤية جلالة الملك التي تدعو للخروج من إطارٍ ضيق الأفق ينحصر في تحقيق انتصارات حزبية واهية إلى فضاءٍ أرحب منظم تلتقي فيه آمال القائد بطموحات الشعب وتطلعاته.
فالمتابع المنصف لبرنامج الحزب ونشاطاته يرى جهدا واضحا يصبُ في بناء نموذج حزبي ديمقراطي برامجي يهدف إلى رفد الدولة ومؤسساتها بنخبٍ جديدة تمتلك ملامح أردنيةً أصيلة، يرتسم على محياها حب الوطن ممزوجا بحب القائد والصالح العام، وهذا ما نطمح له جميعا؛ بهدف الخروج من بوتقةٍ حزبيةٍ باليةٍ علقنا فيها عقودا زمنية طويلة، وقد آن لنا أن نخرج منها، وكلنا أمل في تحقيق ما نعمل من أجل رفع سوية الحياة الحزبية الأردنية والارتقاء بها إلى مصاف الدول التي تفاخر بأحزابها وتعدديتها الحزبية.
إن خروج حزب إرادة على الملأ بعيداً عن التقوقع في الصالونات السياسية الضيقة، والمغلقة التي ينصب اهتمامها في توجيه أصابع الاتهام والنقد غير البناء للواقع الأردني لهو نجاحٌ أردنيٌ بامتياز؛ إذ أن الحزب قائم على ترسيخ ثقافة الحوار مع الجمهور الأردني، والاستماع إليه بفئاته وشرائحه كافة؛ حتى يقتنع بجدوى برنامج الحزب والانتماء له عن اقتناعٍ وثقة.
ما يميز حزب إرادة هو خروجه عن الصورة النمطية المعروفة عن الأحزاب الأردنية لدى الرأي العام الأردني، وهذا ما نريده لإحداث تغيير وتطوير جذري في مسيرة الإصلاح السياسي، فالتعددية الحزبية والسياسية هما الطريق الأمثل لتحقيق الإصلاح السياسي الذي نصبو إليه جميعا، وهو ما يجعل رؤية القيادة الهاشمية الحكيمة بهذا الشأن واقعا ملموسا، ونجاحا نشهد انعكاساته الإيجابية على الساحة السياسية الأردنية.
إن الأردن في إطار التحديث السياسي والتطور الحزبي الحالي على موعدٍ مع حراك حزبي يحمل في طياته وعودا محققة وانشغالات حقيقية بمستقبل الأردن وأهله.
كلنا أمل بغدٍ يشهد حراكا حزبيا واعدا ومبشرا يدل على وعي الأردنيين وانفتاحهم، ومشاركتهم الفاعلة في الإصلاح السياسي تحت راية سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى.