بالتزامن مع دخول قانون البيئة الاستثمارية الجديد 2022 حيز التنفيذ هذا الأسبوع، تبرز مشاريع الاستثمار في الطاقة الخضراء وفي قطاع التعدين على السطح؛ حيث تتبنى وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية خطة استثمارية استراتيجية بالشراكة مع شركات عالمية متخصصة في مجالات الطاقة والتعدين.

في 4-11-2021 كتبت مقالاً في صحيفة الرأي الغراء تحت عنوان (متى نستثمر بالهيدروجين الأخضر؟)، ومقالاً آخر بتاريخ 8-12-2021 تحت عنوان (وزارة الطاقة وإنتاج الهيديوجين الأخضر)، وتلقيت وقتها العديد من التعليقات والاستفسارات التي تستهجن الحديث بالأمر، على اعتبار أننا نحتاج لسنوات وسنوات حتى نبدأ بهذا النوع من الاستثمارات، وقد كان لدي وقتها العديد من المبررات والشواهد من دول عديدة حولنا، والتي تشير إلى أن الأمر ليس مستهجنا وليس ببعيد عنا.

مؤخراً التقيت وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة، وتحدثنا حول خطة واستراتيجية الأردن فيما يخص أمن التزود بالطاقة بشكل مستدام، حيث بين لي أنه يجري العمل على ذلك من خلال استراتيجية واضحة للسنوات القادمة، تهدف للاستدامة وزيادة مساهمة المصادر المحلية في خليط الطاقة، والعمل على أن يكون الأردن مركزاً إقليمياً للطاقة الخضراء، وبما يتوافق ورؤية التحديث الاقتصادي، مؤكداً لي أن الأردن قطع أشواطاً عديدة لإقامة مشاريع نوعية.

ففي مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، عملت وزارة الطاقة على إعداد خارطة طريق للاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر في الأردن، وتم فعلياً توقيع إتفاقية إطارية مع شركة (Fortescue Future Industries) لإنشاء مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في منطقة العقبة الاقتصادية.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة (A. P. MAERSK) الدنماركية للتعاون في مجال إنتاج الوقود البحري الأخضر (الميثانول الأخضر)، وذلك من خلال تحلية مياه البحر واستغلال مصادر الطاقة المتجددة في مدينة العقبة.

فيما تعمل الوزارة على تعزيز مشاريع الربط الكهربائي القائمة مع الدول الشقيقة، إلى جانب إنشاء مشاريع ربط جديدة لتعزيز النظام الكهربائي، حيث يجري العمل مع الجانب المصري على تعزيز مشروع الربط ومضاعفة قدرات تبادل الطاقة الكهربائية، وتم إنشاء نقطة ربط جديدة مع فلسطين، ويجري حالياً العمل على مشروع الربط مع العراق، والتحضير لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

أما على صعيد مشاريع التعدين، فقد تم خلال عام 2022 توقيع 7 مذكرات تفاهم، تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب توفير فرص العمل، وهي:

- مذكرة تفاهم لاستكشاف العناصر الأرضية النادرة في منطقة دبيديب جنوب المملكة مع شركة العناصر الجديدة البيئية.

- مذكرتي تفاهم مع شركة سولفيست التركية لاستكشاف النحاس في منطقة أبو خشية بوادي عربة، وفي غور فيفا جنوب البحر الميت، ومذكرة لاستكشاف الذهب بوادي أبو خشيبة.

- مذكرة تفاهم لاستكشاف النحاس في منطقة ضانا مع الشركة الأردنية المتكاملة للتعدين.

- مذكرتي تفاهم لاستكشاف الليثيوم في منطقة فينان، واستكشاف الذهب في جبل مبارك شرق مدينة العقبة مع الشركة العربية للتعدين.

هذه المشاريع وغيرها تجعلنا نشعر بالايجابية، وبأننا نسير بخطى ثابتة متعددة الاتجاهات في مجال مشاريع الطاقة، مع تأكيدنا على ضرورة التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة التي تخدم القطاعات الصناعية والتجارية وغيرها، بهدف تخفيف فاتورة الطاقة على تلك القطاعات، وضمان استمرارية قدرة المنتجات الأردنية على المنافسة السعرية عالمياً، واستمرار مساهمة تلك القطاعات في نمو وتطور الاقتصاد الوطني.

الرأي