دخلت اليمن ايضا في دائرة الاهتمام الاميركي والاوروبي لجهة البحث عن موضع قدم غربية في اراضيها..والذريعة هذه المرة الحرص على مكافحة الارهاب.. والرواية التي تعوزها الادلة المقنعة هي الطرود المفخخة التي يزعمون انها ترسل من اليمن الى الولايات المتحدة الاميركية والى الدول الاوروبية !
وذلك بزعم ان مجموعات القاعدة هي التي تتولى امر ارسال هذه الطرود.. مما يقتضي حسب رايهم طبعا البحث في الارض اليمنية عن مواقع تنظيم القاعدة لاجتثاثها.. وهذا يقتضي طبعا ارسال قوات عسكرية وقوات استخباراتية الى اليمن لمساعدة الدولة اليمنية على هكذا مهمة تعجز عن القيام بها بمفردها كما يدعون.
وهكذا فان الادارة الاميركية ومعها بعض العواصم الاوروبية الكبرى تخلق اسبابا وذرائع للتدخل المباشر في الشأن اليمني على غرار ما فعلته لغزو العراق وافغانستان عندما ساقت اسبابا وذرائع كاذبة لاخضاعهما لسيطرتها المباشرة عنوة باستخدام القوة..
عندما رحل الرئيس بوش المعروف بمعاداته للامتين العربية والاسلامية وللاسلام والمسلمين حيثما كانوا ، وجاء الرئيس باراك اوباما توهم العرب والمسلمون خيرا.. وبخاصة بعد تعهداته في خطابه في القاهرة وفي خطابه في تركيا..
لكن ظهر جلبا ان عهد الرئيس اوباما قد صعد العداء الى أمة الاسلام والمسلمين ، بل ووسع دائرة التدخل واستخدام القوة العسكرية والاستخباراتية في السودان وفي الصومال واليوم في اليمن ، اما الدور الاميركي الحالي في العراق وفي افغانستان فقد تميز بتصعيد الحرب في افغانستان وتصعيد التامر لتجزئة العراق واشعال الانقسامات والنزاعات الطائفية والعرقية فيه..
اذا كانت ادارة الرئيس المتصهين بوش قد تعهدت باقامة الدولة الفلسطينية الى الجانب اسرائيل ، فان ادارة الرئيس اوباما قد قد تواطأ على المكشوف مع حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية المتطرفة وبدد هذا الحلم...
ثم ترك المجال واسعا امام احتمالات نشوب حروب جديدة في المنطقة..
ان افتعال مشكلة الطرود المفخخة وتحميل اليمن الشقيق مسؤولية تصنيع المتفجرات التي بداخلها وارسالها الى العواصم الغربية ، انما ترمي الى سوق ذرائع كاذبة للتدخل في الشأن اليمني وتحويل الوضع فيه الى الذي في الصومال... ذلك ان « مشروع الشرق الاوسط الجديد « بالنسبة للادارة الاميركية لم يفشل بعد وانها مصرة على تنفيذ خطواته..
اي العمل على تجزئة عدد من البلدان العربية الى دويلات صغيرة تخضع لارادة الاستعمارالاميركي الكولونيالي..
والآن فان الكرة في ملعب الدول العربية لكي تسارع الى دعم اليمن وعدم تركه للتآمر الاميركي - الاوروبي على امنه واستقلاله وسيادته الوطنية.. فان اي موضع قدم للعالم الغربي فيه ، سيقود بالتالي الى تجزئته وطنا وشعبا..
ولمن لا يعرف فان الحرب المستعرة في اليمن منذ سنوات قد نشبت بفعل ايد اميركية تخريبية..
(الرأي)