أفكار تجربة حزبية ومشاركات دولية
رانيا حدادين
18-01-2023 01:13 PM
مجموعة من الافكار نتيجة تجربة حزبية ومشاركات دولية وإطلاع أطرحها هنا، مع بيان أسباب الفراغ السياسي الذي يشعر فيه المواطن الاردني من السلطات.
الاحزاب التي تشكل برأيي لن تتكون متواجدة لأن اساسها غير نابع من حاجة المجتمع لها، فالحراك الحزبي بالخمسينات جاء من عدة عوامل نابعة من معاناته، فكانت تكتلات على نفس الهدف مثل الحزب الشيوعي الذي نشر فكره وتميز اصحابه بالذكاء والحنكة والثقافة العالية الى يومنا هذا، فالنجاح من رحم المعاناة رغم ان سطوتهم تغيرت بعد ضعف سادته.
حتى الاحزاب الذي ظهرت قبل 27 عاما، كانت بعيدة عن تكتلات المصالح والعشائر والمصلحة الذين يتبعون الاحزاب المثقفين والمسيسين وهذا ما نحتاج اليه في هذه الفترة حزبي قادر على حمل ملفات الدولة كما يطمح الملك والنخبة، لكن نظرة الشارع للأسف مبنية على انها لعبة من الدولة سادتها مسؤولين أرادوا تمكينهم وهنا تكمن المشكلة، من جانب آخر جهل معظم مدعي الفهم الحزبي والسياسي وعدم قدرتهم على ايصال رسالة الحزب.
لهذا أقول لهم ليتصدر المشهد من يستطيع التأثير وليس صانع الحزب ومؤسسه واغلبهم يبحث عن موقع يناسبه من خلال الحزب ليبني ويؤسس لنفسه مكان في الحكومات التي تشكل بعد مرحلة الانتخابات القادمة.
اذا نحتاج لإنسان مجهول الهوية "السياسية "لديه فكر نابض يؤسس عمل حزبي، لماذا مجهول وكيف يبدأ ببناء ثقة بالعمل الحزبي؟ ، وليس عيبا ان يموله رجل اعمال ويسود بالحزب باختيار الاغلبية، فالاقطاعي الاقتصادي ناجح بالإدارة والحزب يحتاج لادارة كالدولة تماماً، وهذا معنى الامين العام "الادارة"، فالعمل السياسي على مر العصور كان المال هو من يحرك العالم من البنك الدولي حتى مؤسستي الصغيرة، حتى داخل البيت والاسرة، فالقوامة لمن ينفق على ان يكن متوازناً يعطي المكتب السياسي حقه بالقرارات السياسية ويعطيهم مساحة انتخابية داخل الحزب، وبالعادة هؤلاء القادة يتمركزون بالقيادة بدعم الافراد، ولا ضير بما انه منتخب ويعطي للانتخابات الداخلية بالحزب للاعضاء.
الجذب للعمل الحزبي يجب ان يكون بفعل التأثير الفكري وبعيد عن الايديولوجية الطائفية التي قد تسيطر على توجهات العمل، ولا ضير ان كانت مرتبطة بأحد النقابات ومؤسسات المجتمع المدني، فهذا من اهداف الحزب للسيطرة على منافذ الحكم السيادي بالحكومة وبناء مؤسسة تتبع سياسات الحزب .
لنتوقف عن السعي خلف المناصب والشهادات العليا للعمل الحزبي، الموضوع ليس استعراضا، بل انه تمكين البروفيسورات هنا لوضع سياسات الحزب الاقتصادية لوضع برنامج اقتصادي او مالي او خطط مثلا لإنشاء مشاريع تنموية وبرامج توعية والكثير من النقاط المهمة لادارة مؤسسات ألدولة وليس لاعتلاء المنصات لكسب المؤيدين لحزب سيفشل المنصات للسياسيين المتمكنين من معنى العمل الحزبي واهدافه، رغم مظاهر التحديث السياسي التي شملت اشكاله وموضوعاته إلا اننا نفتقد لسيادتها وسادته.
بجب أن نتبنى الديمقراطية والحوار بشكل سريع، فالشعب متعطش لحرية الرأي والمجتمع متغير ويحتاج لتحديث أيدولوجي باستمرار وتحديث البرامج الاقتصادية حسب حاجة المجتمع، فالفقر والاستقرار السياسي خطان لا يتوازنان.
اذا على الحزب الناشىء حصد المقاعد الوزارية لتغيير معطيات سياسية واقتصادية كثيرة، ولهذا يجب ان يكون الاساس ثابت غير متحول .