أعتقد ان أهم رافعتين للاقتصاد الأردني هما غرفة تجارة الأردن وغرفة صناعة الأردن، ويمكن لهاتين الرافعتين وما يقع تحت مظلتيهما ان يأخذا الاقتصاد الأردني الى معارج النمو والتقدم والنجاح والازدهار، وهذا بطبيعة الحال يعتمد على رؤساء هاتين الغرفتين ومجالس ادارتيهما ومدى التشاور والتعاون والتنسيق وخاصة في تمثيل الأردن على الصعيد الاقتصادي الخارجي، وفي نوعية تشكيل الوفود الأردنية، والتي تمثل كافة الفعاليات الاقتصادية الأردنية سواء على المستوى التجاري او المستوى الصناعي بحيث كل واحدة منهما تكمل الأخرى، وأنا من خلال معرفتي الشخصية على اقل تقدير بكل من أصحاب العطوفة الرؤساء وأعضاء مجلسي ادارة الغرفتين، وعلى رأسهم السيد خليل الحاج توفيق والمهندس فتحي الجغبير، هما من خيرة الخيرة في تمثيل القطاع التجاري والقطاع الصناعي سواء على المستوى الوطني او المستوى الخارجي.

بنفس الوقت يتطلع رجال الاعمال الاردنيين والقطاعات التجارية والصناعية والزراعية الى هاتين الرافعتين للأخذ بيدهم سواء داخل المملكة او خارجها، حيث يطمح رجال الاعمال الى الالتقاء بنظرائهم من رجال الأعمال من الدول الشقيقة والدول الصديقة لبحث آفاق التعاون المشترك، وهذا لن يتم الا من خلال اقامة مؤتمر اقتصادي او تجمع اقتصادي عربي وتجمع اقتصادي دولي في الأردن، بحيث يكون هذا المؤتمر بمثابة تظاهرة اقتصادية دولية متميزة من حيث الحضور، والمحتوى، والنتائج المتوقعة.

وفي هذا السياق، تعود بي الذكرى عندما كنت سفيراً في احد الدول وعملت على الاعداد لحضور خمسين رجل أعمال من تلك الدولة الى الأردن يمثلون كافة القطاعات الاقتصادية للالتقاء بنظرائهم الأردنيين بهدف دعم الاقتصاد الأردني وخاصة من خلال تصدير الادوية الأردنية واستقبال مرضى للعلاج في المستشفيات الأردنية، وتصدير زيت الزيتون ، والتمور الاردنية ، ومنتجات البحر الميت، وتفعيل اتفاقية الطيران ،وتشغيل الخطوط الملكية ، والتعاون مع غرفتي صناعة وتجارة الأردن ، علاوة على فتح افاق جديدة للتعاون في مجالات الزراعة و المياه والسدود، وكان هذا المشروع مرتبط بزيارة وزير الخارجية في تلك الفترة، الا ان كل تلك الجهود المتعلقة بحضور ٥٠ رجل اعمال من تلك الدولة افشلت بسبب قيام وزير الخارجية بإلغاء تلك الزيارة لتلك الدولة والتي قمت بالأعداد لها، وكانت تلك الزيارة بمثابة مقدمة لزيارة جلالة الملك، حيث كانت تلك الدولة ولا زالت "اعتقد" بانتظار تشرفها بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.

من هنا فتحقيق مثل هذه المبادرات يقع على عاتق القرار السياسي بالدرجة الاولى ودور سفراءنا في الخارج، وبنفس الوقت يقع على عاتق غرفتي تجارة الأردن وصناعة الاردن وجمعية رجال الاعمال، وفي حشد مؤسسات اقتصادية وغرف تجارية وشخصيات اعتبارية، اضافة لرجال الأعمال من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة للمشاركة الفاعلة في هذا "الحدث الاقتصادي المتوقع انعقاده بحيث يعقد على هامش هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية عدة فعاليات لا تقل أهمية في فحواها عن المؤتمر او التجمع الاقتصادي، وأهمها إقامة معرض للصناعات المحلية والمنتجات الأردنية ، ولقاءات رجال اعمال ثنائية تجمع بين رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم من الدول العربية الشقيقة ودول العالم المختلفة، بحيث يتم التركيز وتسليط الضوء على الأردن بشكل عام والعاصمة الأردنية بشكل خاص كمركز نشاط اقتصادي متميز، يتمتع بإمكانيات كبيرة ومستقبل واعد وذلك من خلال البيئة الأمنية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة الأردنية للمستثمرين من الدول الشقيقة والدول الصديقة.

من جهة أخرى هذه الفعاليات تمنح الفرصة لرجال الأعمال لتوسيع شبكة علاقاتهم، وفتح آفاق فرص استثمارية مشتركة مع نظرائهم من الدول العربية الشقيقة والصديقة وبناء علاقات شراكة استراتيجية مع غرف تجارية ومؤسسات اقتصادية عربية واقليمية ودولية، إضافة الى عرض تجارب ونماذج عمل وقصص نجاح اردنية وعربية وإقليمية ودولية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة كل في بيئته وبما يتلاءم مع متطلباته، واستخلاص الدروس والعبر منها في عدة مجالات، والاطلاع على التجارب المحلية وبحث آفاق التعاون المشترك وتبادل المعرفة، علاوة على دعم وتشجيع المشاريع الصغيرة (SMEs) والمتوسطة محلياً وعربياً واقليميا ودوليا وفرص الاستفادة منها محلياً، وهي الصفة الغالبة لمعظم المنشآت الاقتصادية في الأردن والمنطقة والاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال وإمكانيات الاستفادة من هذه الأدوات محليا، وتناول اليات تحفيز الصادرات وأدواته المتاحة والتجارب الإقليمية والدولية في هذا المضمار وفرص نقل المعرفة بين الحضور.

وبطبيعة الحال فان هذه المعطيات لا تغيب عن فكر السادة رؤساء غرفتي التجارة والصناعة واللتان تمثلان الروافع الرئيسة للاقتصاد الأردني، وقد حان الوقت ان نرى الان تحرك على ارض الواقع من قبل أصحاب العطوفة رئيس غرفة تجارة الأردن السيد خليل الحاج توفيق، ورئيس غرفة صناعة الأردن المهندس فتحي الجغبير ومعالي رئيس جمعية رجال الاعمال الأردنيين الحاج توفيق الطباع، أخذين بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن والظروف السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة.

واستئناساً بحديث جلالة الملك عبد الله حفظه الله، "من اجل مستقبل اردني مشرق نعزز فيه أمننا واستقرارنا ونمضـي خلاله فـي مسـيرة البنـاء إلى آفـاق أوسـع مــن التميــز والانجــاز والابــداع، نريــده مســتقبًل نســتعيد فيــه صدارتنــا فــي التعليـم، وننهـض فيـه باقتصادنـا، وتـزداد فيـه قـدرات قطاعنـا العـام وفاعليتـه، ويزدهـر فيـه قطاعنـا الخـاص، فتـزداد الفـرص علـى مسـتوى متكافـئ، ونواجـه الفقـر والبطالـة بـكل عـزم، ونحـد مـن عـدم المسـاواة، وينطلـق شـبابنا فـي آفـاق الريـادة والابتـكار ، نريـده مسـتقبًل عنوانـه التميـز، وجوهره الابداع و التغييــر والتطــور، يســتوعب الأفكار الجديــدة، الابداع، مســتقبًل منفتح ً ويحتضــن التنــوع، ويوســع قاعــدة قواســمنا المشــتركة، لنبقــى رمــزا للتســامح والإيثار، وتحديــد وتنفيــذ خطــوات فاعلــة لجــذب الاســتثمارات الخارجيــة، وتحفيــز الاســتثمارات الوطنيــة، إلى جانــب وضــع خارطــة طريــق واضحــة بســقوف زمنيــة للتغلــب عـلـى العقبــات التــي تعيــق نمــو القطــاع الخــاص، ولمعالجــة الســلبيات التــي تشــوب العمــل المؤسســي فــي القطــاع الإداري فــي الدولــة .

ادام الله على اردننا الحبيب الامن والأمان والتقدم والازدهار بقيادة مولانا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الامير الحسين حفظهما الله .

مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
ajlounifamily@hotmail.com