الفلسطينيون .. لماذا كل هذا ؟
فايز الفايز
14-07-2007 03:00 AM
عندما تصل العلاقة بين العرب و إسرائيل الى سن اليأس ، لن يكون من المستغرب ، إجراء عمليات تخصيب خارج رحم الواقع وطاولة المفاوضات وغرف عمليات التنسيق الأمني والسياسي والإستخباراتي .
وعندما يكشف عن قبر اللاءات الثلاث ، يجد الطبيب الشرعي إنها قد توالدت بعد فترة حضانة طويلة الأمد الى ملايين اللاءات .. وتضطر الدول الإنجرارية ، ان تخوض غمار التجارب الفاشلة ، المرة تلو المرة لعلها تنجح يوما في كسب إنجاز يخدم قضيتهم مع إسرائيل . الشتات اليهودي اجتمع ليصبح شعبا ، يدعي إنه عانى من ويلات الشعوب الأخرى والأديان الأخرى ، منذ آلاف السنين وحتى عصر محاكم التفتيش ، بالتساوي مع المسلمين هناك ، وانتهاء ً بالحفلة الرئيسة ، خرافة الهولوكست ، التي لم تكن على حد ذكريات التاريخ وحيدة ، بل ان هناك العديد من الهولوكست ، ولعل أولها ، هولوكست الشعب الأمريكي الأصلي ، وهولوكوست في كمبوديا وفي الصين وفي آسيا ، وفي أفريقيا ، وفي هيروشيما اليابانية ، وفي أرمينيا ، وفي أوكرانيا .. ولعل الهولوكوست ضد العرب الفلسطينيين هي نتيجة هولوكوست اليهود المزعومة ، والتي أحترق في آتونها ملايين البشر من الشيوعيين وغير الألمان والمعاقين والشاذين والمرضى الذين لا يؤمل شفاءهم ، ولكن هولوكست الشعب الفلسطيني لا تزال قائمة منذ إبادة الفلسطينيين من قبل عصابات الهاغانا اليهودية إبان الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، ليشرد شعبا في إنحاء العالم ويصبح شتاتا .
لا يزال الفلسطيني ينزف ، داخل بيته ، وداخل قريته ، وداخل فلسطينه ، وداخل مخيم لجوءه ، وداخل جنة تشرده ، فلماذا تطارد الفلسطيني هذه اللعنة ، وكأن الله خلقه ، ليكون طرفا في أي جريمة جماعية تحدث ؟
مخيم نهر البارد آخر محطات الموت الشقيق ، والقتل بواسطة قوات صديقة ، وقبل قليل انتهى المؤتمر الصحفي " سلطان ابو العينين " رجل فتح القوي في لبنان ، وخرجنا بالنتيجة التي تفيد بأنه فشل في فرض الحل السياسي ، وزمرة " فتح الإسلام " لم تترك أي حل له أو للجيش اللبناني ، الذي سبق وان" قاتل بشراسة قبل عام ضد حرب " الحراثة " التي دمرت آلاف المساكن ، وشردت أضعاف الآلاف ، وأعادت البلد الى عصر " التنك "!! . ولا يزال الجيش يقاتل ويدمر المباني والجدران والأزقة ، بحثا عن مقاتلي فتح الإسلام ، دون الإلتفات الى المدنيين العزل .
منظمة العفو الدولية تتحدث عن مصائب حدثت للهاربين المدنيين من نهر البارد ، والصليب الأحمر يقول ان حجم المأٍساة أكبر من صورة الإعلام الذي يظهر الصورة حسب ولاءاته للأنظمة السياسية .. فأين سينقل مخيم نهر البارد ؟ الى مخيم جديد داخل لبنان ؟ أم سيكون الحل على حساب دولة أخرى ؟
المهم .. إن الجرح الفلسطيني لا يزال ينزف ، في كل مكان ، واسرائيل يوميا تقتل الفلسطينيين بكل دم بارد ، وتدمر بيوتا وأراض زراعية ، دون رمشة عين من أحد .. والناس تموت على الحدود مع رفح لسبب وقح .
فلماذا يحدث كل هذا للفلسطينيين في كل مكان في العالم .. هل هم سبب كارثتهم ؟ هل هناك اتفاقية جنائية عالمية ضدهم ؟ هل نحن لا نرى ما يراه السادة من السياسيين وعمالقة التخطيط العسكري الدولي ؟
ساركوزي ماغيره رئيس قصر الأليزيه الجديد .. بارك رئاسته باحتضان عائلات الجنود الأسرى الإسرائيليين في جنوب لبنان ، والبكاء لحالهم ، ووصف من أسرهم بأنهم إرهابيين .. وقبله عشرات الرؤساء والمسؤولين الذي لا يزورون تل أبيب إلا وفق شروط اسرائيلية ، أهمها الوقوف على النصب التذكاري لضحايا المحرقة التي لا تنطفىء النار عندها !
Royal430@hotmail.com