بعد أن انتهت الانتخابات النيابية للبرلمان السادس عشر على ما انتهت عليه من رقي في الأداء، وسلاسة في تناول الحدث على جميع المستويات، الناخب والمرشح والسلطة ووسائل الإعلام وشفافية وضوح ونسبة عالية من المشاركةبلغت 53%. وبعد عملية فرز مجموعة من الخيرة التي وإن حكمتها بعض الانتماءات والولاءات، إلا أنها استهدفت، حتى ضمن هذه الدائرة الدفع، بالذي يعتقد أنه الأصلح والأجدر على إيصال صوت المواطن إلى مصادر القرار بصورة حضارية. بعد كل هذا لا يمكننا إلا أن نقول شكراً جلالة الملك. شكراً لكم وقد دفعتم بحزمة من التوجيهات إلى حكومتكم الرشيدة التي التقطت الرسالة ووعيت المهمة ونفذت الإرادة كما اردتموها لها، فجاءت النتيجة على ما جاءت عليه.
وبعد أن تنقلتم يا صاحب الجلالة في أقطار الدنيا لخدمة الأردن والأردنيين، راقبت عن كثب سير العملية الديمقراطية، التي جاءت نتائجها لتبشر بالخير ولتعزز المسيرة الديمقراطية وعلى العكس مما توقع المتشائمون والرافضون. نقول لكم شكراً جلالة الملك. شكراً لك وقد وضعت الأردن على خارطة العالم.
وبعد أن عقدتم تحت ولايتكم العزم على النهوض بالأردن إلى مصاف الدول المتحضرة، واستطعتم بكل حكمة واقتدار أن تزرعوا مبادئ العدل والسلام والأمن في المنطقة وأن تدفعوا بشعوب الأرض لتقف معكم ومع الحق العربي في فلسطين، فما علينا جميعاً، خاصة الأسماء التي أفرزها عرسنا الديمقراطي، إلا أن نكون عند حسن ظنك، متسلحين بالعمل الجاد المخلص لتعزيز المسيرة المظفرة.
وكما قدرتم أن تملأوا عقول العالمين إعجاباً بالبلد وبالمواطن وبالعروبة وبالإسلام وأصبح اسم الأردن يرادف الجدية في العمل والإخلاص في حمل الأمانة، وتجاوز الذات في خدمة مصلحة الجميع، بعد ذلك كله نقول شكراً جلالة الملك.
وبعد أن كبرت الكلمة العربية وأصبحت متداولة في معظم المعاجم السياسية والاقتصادية والفكرية في العالم، وأخذت معظم خطوط العمل الدولي تمر بعمان، التي حددت كثيراً من الاتجاهات والمعطيات، ونجحنا أن نوجه معظم الاهتمامات الدولية لما فيه مصلحة الأمة العربية، فما تكاد تخلو لجنة دولية أو اجتماع دولي، أو مؤتمر عالمي إلا ووجدنا للأردن فيه مركزاً أو مقعداً أو رأياً، فشكراً جلالة الملك.
إن الدول التي تريد أن تبني نفسها على أساس قطري ذاتي تستطيع ذلك وبكل سهولة دون أن تتنكب الصعاب أو تتحمل المشقات. إلا أن هناك دولاً لا ترضى بذلك، بل وترى فيه مساساً بكرامة الإنسان الذي خلقه الله ليعمر الأرض ويبنيها، والأردن الذي تخطى في ذاته وفي قيادته وفي ممارساته حدوده الجغرافية، كان مثالاً يحتذى في مسيرة العمل العربي المشترك والحراك الإنساني المطلق. فشكراً جلالة الملك.
وها نحن ننتظر حالة اختيار قادمة متمثلة بانتخابات البلديات، إلا أننا سندخل هذه التجربة ونحن أكثر اطمئناناً بعد أن أنجزنا معركة الاختيار الأصعب والأكبر بكل اقتدار وجرأة وأوصلنا الأمانة إلى ذمة التاريخ فسجلها شاكراً وممتناً.
فالتاريخ يصنعه الرجال المؤمنون، أما الذين ينتظرون عربة الزمن لتنقلهم من حال إلى حال فإنهم سيجدون أنفسهم خارج الزمان وخارج المكان، إننا في الأردن والحمد لله ثم للقيادة الهاشمية، قد صنعنا مراكب حملنا فيها التاريخ وأدينا واجبا، أعطينا من خلاله اسماً للأجيال القادمة فشكراً جلالة الملك.
Almajali74@yahoo.com
الراي