العمل التطوعي وجائزة سمو ولي العهد
د. أميرة يوسف ظاهر
16-01-2023 02:52 PM
أطلق ولي العهد حفظه الله في عام 2021 م وبمناسبة يوم العمل التطوعي العالمي جائزته التي قدمها للشباب الأردني آنذاك، ولم يتم الحديث مطولا في تفاصيل الجائزة وحيثياتها، وعادت مديريات الشباب في المملكة وبذات المناسبة بتقديم تعريف في مناطق المملكة المختلفة بالجائزة من حيث إمكانية التقدم إليها، والفئة التي تستهدفها الجائزة وأهدافها، وكيفية التكيف مع متطلباتها وتفاصيلها، وتمثل التعريف في قدرة العاملين على خدمة المجتمع المحلي من خلال مشاريع ومبادرات تستهدف فئات محددة وبطريقة تستلزم الجودة وتطبيق معايير محددة في العمل، وتذهب إلى التوسع في نشر ثقافة العمل التطوعي المتميز لدى الأفراد والجماعات والمؤسسات، وفوق ذلك تعزيز ثقافة العمل التطوعي من خلال تقدير الأفراد والجماعات والمؤسسات بما يتم تقديمه في نطاقات التطوع الاجتماعي والصحي والتعليمي والتدريبي والرياضي والفني والثقافي والبيئي والسياحي والابتكاري.
والعمل التطوعي الذي يتقدم في الارتقاء به سمو ولي العهد ومؤسسته التي تحث الخطى لتقديم الجهد تلو الجهد في ميادين الانتقال بمجتمعنا إلى سدة العالمية والتحضر، ونقل الدولة بما تحمل من كثافة العنصر الشبابي وزيادة حاجته الى العمل والخبرة إلى مصاف الدول التي تبحث عن وسائل المعرفة والتنمية والعالمية، وهذا يأتي جنبا الى جنب مع المشاريع التي يقدمها سمو ولي العهد في مجالات التعليم والارتقاء بالشباب في كافة الميادين الاجتماعية والعلمية والبيئية وغيرها، وسيكون النتاج نقل الأردن إلى مساحات آمنة في المستقبل الذي يرافق هؤلاء الشباب، وستكون الجائزة حافزا ومحفزا لهؤلاء الشباب للانطلاق في ميادين العلم والابتكار والارتقاء بالوطن في كافة الميادين.
وما يهمنا في هذا المقال يتجاوز آليات التسجيل والتقييم لهذه الجائزة إلى قيم الفائدة التي ستحققها في المدى البعيد، والبعد الذي تتربع عليه الجائزة المتمثل بما ستحققه للوطن والأفراد من إنجازات في أعلى المستويات، وللقيادة الشابة التي ستأخذ الأردن إلى المستقبل بما يمتلكه الأفراد من انتماء وطاقات خلاقة، فلا يعقل أن يبقى الوطن معتمدا على المنح والقروض دون تدخل الأفراد في حماية بلدهم ودعم مقدراته، والعمل على زيادة الناتج والدخل القومي.
وسيفهم الذين يقومون بالعمل التطوعي أن الطريق متاحة لهم لتأسيس مشاريعهم الصغيرة، من خلال الهدف الذي سيتحقق باكتسابهم الخبرات المتراكمة والتمكن من المهارات والكفايات نتيجة العمل التطوعي والمبادرات التي سيعمل الأفراد والمجموعات على إنشائها.
فالعمل التطوعي هو ميدان خبرة للخريجين الجدد، وميدان ابتكار وتعلم وتدريب لكل فئات المجتمع، ومساحة متسعة للشباب العاملين في هذا الميدان لإدراك قدراتهم وتوجهاتهم وتقييم إنجازاتهم للبدء في مشاريعهم الخاصة، وكذلك فرص استثمارية للمؤسسات المالية القائمة على دعم المشاريع التي سترقى أن تكون في المقدمة وأن تحقق فوائد على الصعيد الوطني.
والعمل التطوعي يساهم في تعزيز وتداول قيم الخير والسلام والتعاون والمحبة والنفع بين الناس، وعلينا أن نفهم أن العمل التطوعي لا يقع في خانة العمل الخيري الذي تمارسه الجمعيات التعاونية والخيري فقط، وإنما القيام بأعمال تصب في جميع مجالات المجتمع من جميع جوانبه، فلا يعقل أن يقتصر العمل التطوعي على القيام بالجهد الخيري إلا في سياق الارتقاء لمساندة هذه الفئة لغايات إنشاء مشاريع توفر لهم فرص عمل كريمة، وتعمل على مشاركتهم مشاريعهم من خلال توفير جهد تطوعي يوفر عليهم في رأس المال ليكون الربح كافيا ليستكملوا مشاريعهم، وهذا سيساهم فيما بعد بالحد من جيوب الفقر والحد من البطالة إذ ستكون هذه المشاريع نواة لتنمية اقتصادية في المجتمع سيأتي بعوائد على الجميع.