قسوة المسلم على المسلم تأتي دائماً كبيرة ، ولكنّ المسلم حنون على الآخر حتى لو تجاوز هذا في قسوته ، وتخترق الطائرات الأميركية الأجواء الباكستانية ، وترتكب مجزرة في مناطق القبائل حتى دون أن تستأذن أو تقدّم اعتذاراً لاحقاً ، فلا تحرّك الحكومة الباكستانية ساكناً ، ولكنّها تقتحم المسجد الأحمر وتقتل المئات بوحشية دون أن يرفّ لها جفن لأنّ المئات من المعارضين تحصّنوا به.
وفي العراق تأتي المذابح اليومية التي صارت خبراً عادياً ، وبدعوى مقاتلة الاحتلال يُقتل آلاف المواطنين العراقيين مقابل كلّ جندي محتل ، وبيد عراقية عربية مسلمة بالطبع ، وفي لبنان يقدّم الجيش اللبناني الشاي لقوّة إسرائيلية احتلت موقعهم في حرب تموز الماضية ، ولكنّه يقدّم الدمار وقسوة القسوة في مخيم نهر البارد.
وكذلك الأمر في كلّ مكان ، ففي غزة يُقتل أكثر من مئة وخمسين فلسطينياً في تناحر فتح وحماس ، وهو عدد لا تصل إليه عشرات الاقتحامات الاسرائيلية ، وفي دارفور يُقتل أربعمائة ألف إنسان ، حيث مسلمون يقتلون مسلمين بقسوة في أكبر مجزرة بشرية منذ الحرب العالمية الثانية ، وكلّ دلك دون أن تتصّدر الأخبار ، ولا نلتفت إلى خطورتها إلاّ حين ينتبه الغرب لها.
المسجد الأحمر شهد مذبحة ، وفي اليوم التالي يظهر الرئيس الباكستاني على الشاشات ليعلن أنّه مستعد لارتكاب الكثير من المذابح في حال رفع أحدهم رأسه ، وهذا ما يلخّص حال المسلمين الذين يقولون إنّهم يحملون ديانة التسامح واالتعايش والوسطية.