سعدنا كثيراً عندما انتهت فرق الفرز واستخراج النتائج النهائية للانتخابات النيابة .. والمكلفة بإعلانها ولتي أبرزت أسماء المرشحين الذين حالفهم الحظ بعد أن أملنا نجاحهم متوسمين بهم الخير .. خاصة تلك الفئة الطيبة التي لها تاريخها الطويل في العمل العام خدمة لقضايا مواطنينا وبلدنا ..

كما وحزنا كثيرا على البعض الآخر ممن لم يحالفهم الحظ .. وتمنينا لو كانوا مع أقرانهم ممن حازوا على ثقة الناخبين .. والذين نعي تماما حجم انتمائهم وولائهم وحماسهم واندفاعهم نحو خدمة قضايا مواطنيهم وبلدهم .

فنحن كمواطنين لا نريد إلا الخير للجميع .. متفائلين بما أفرزته تلك الانتخابات .. ولن يكون حكمنا على مجريات الأمور فبل وقتها ..فجميعنا يعلم أن قرار صاحب الجلالة القاضي بحل المجلس النيابي السابق كان قرارا حكيما ذكيا .. فالمسؤولية عظيمة .. ولا نريد أن تتكرر المأساة .. فليذهب بعيدا من حالفة الحظ للدخول تحت قبة البرلمان طمعاً لمنصب أو جاه أو شهرة.. فهذا هو ميدان العمل الجاد والمخلص .. والرقابة فيه جادة وقوية والأداء به مميز وكبير .. خدمة للأردن والأردنيين .. فهؤلاء هم من سيمثلون الروح الجديدة للمجلس الذي ينظر له كل الأردنيين من مختلف أطيافهم وألوانهم نظرة تفاؤل وأمل تكتنفها الخصوصية .. وتكمن في إعادة ترتيب البيت الأردني بما ينسجم وطموحهم وآمالهم .. ليكون عملهم هو السير صعوداً نحو مواجهة كل العقبات والتحديات .. فهم من كل غرس ومن كل عشيرة ومن كل طيف .. لتتوسد ثقتنا بما هو أعظم وأجل وأقدس من ذلك كله ألا وهو مستقبل أردننا .. ذلك يزيدنا إيماناً بأن أردن الغد لن يكون إلا كما نريده جميعاً.. رغم التربص والتحفظ ورغم كل التحديات ..فالأردن بلد الجميع ولن يكون إلا وطناً حراً لشعب أبي كريم .. لشعب مثقف واعٍ.. إحياء للدور الذي قام به أجدادنا في بناء الإنسان الذي هو اغلي ما نملك من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه ..

لا نريد أن نستبق الأمور في وقتنا الحاضر .. ولن ندعو إلى الاستعجال في تهنئة الذين فازوا بالنيابة .. ليكونوا صوتنا القوي تحت قبة البرلمان.. ولا نريد أن نلقي شعارات وهتافات طابعها المدح في حقهم .. فنحن في شوق عارم لرؤية شعاراتهم المعلنة والخفية والتي ستصبح سارية المفعول اعتبارا من اليوم الأول لدخولهم قبة البرلمان .. فلننتظر دورهم وأدائهم في المستقبل لنقدم لهم أجمل التهاني والتبريكات.. فليعذرني جميع السادة النواب المحترمين ففخرنا وأملنا بهم ليس له حدود.. ولكن الذي يستحق التهنئة والاحترام والحب الآن هم الذي صوتوا لكم ..لأنهم قالوا كلمتهم .. وبكلمتهم انتم أصبحتم نواب .. ولهذا وكما سبق وأسلفت .. سنرى ماذا ستقدمون لهم بعد أن تأخذوا مواقعكم على مقاعدكم في البرلمان .. متمنياً أن لا تنسوا أصواتهم .. وبصراحة تامة : أتمنى أن تدركوا أن رائحة الجاه والبروز والشهرة لن تكون أقوى من جوع الأطفال والعاطلين عن العمل ..وما ينتظركم من أولويات عاجلة لعل أهمها أمن الوطن والمواطن الاجتماعي والاقتصادي والحياتي. . فسنرى حينها مدى جديتكم .. وحينها نستطيع أن نهنئكم .. مع كل الاحترام والتقدير لكم جميعاً ..
واسمحوا لي يا سادتي النواب أن أوصل لكم رسالة هامة وجادة تتضمن ما يلي :

ما أريد قوله للسادة النواب : إن مواطننا الأردني هو الآن أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حوله .. فهو يريد لأبنائه المستقبل الزاهر .. لبناء غد مشرق واضح المعالم .. فالكلام المعسول لا يداويه ولا الوعود تطيب خاطره .. فقط يأمل من ممثليه ونوابه تحقيق حـُلمه في الحياة الفضلى تجسيداً لمبادئ الثورة العربية الكبرى التي تربوا عليها ..وإيمانا عميقاً راسخا متجذرا أن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا بالمكاشفة والشفافية والحوار لنبني الأردن الحديث ..بعيدا عن الإقليمية والفئوية .. والمنافع والمكاسب الخاصة .. بل ويجب أن يكون طموحنا واضح على أمل أن تتحقق الأهداف التي نصبوا إليها وفق رؤى مستقبلية حديثة يراها صاحب الجلالة باهتمام بالغ .. نهجها المصلحة الوطنية التي هي دوما فوق كل المصالح والاعتبارات .. لنحمي الوطن ونطوره ونحدثه .. وفق منهجيه يتم من خلالها تحقيق العدالة واحترام الكفاءة وسيادة القانون .. وترسيخ ثقافة الشراكة للجميع في تحمل المسؤولية ..

كلٌ في موقعه .. بعيدا عن أيه أجندة مشبوهة .. فالتحديات أمامنا كبيرة والظروف تحتاج منا الوقفة .. فبعون الله سنكون قادرين على مواجهتها بكل جرأة وموضوعية وبهمة الرجال الأخيار من هذا النسيج الاجتماعي المتآلف والمتعاضد ليبقى الأردن دوماً.. قوي بأهله ورجالاته الغر الميامين .

Fsltyh@yahoo.com