ما بعد يوم الانتخابات .. م.اشرف الصرايرة
13-11-2010 05:38 AM
كان يوما طويلاً عاشة الاردنيون جميعاً، منهم من عاد فرحا ومنهم من عاد وهو ينظر الى الخلف عله يسمع صوتا بأن النتائج كانت خاطئة وأن مرشحة قد نجح ولكن...... انتهى اليوم الأخير ، نجح من نجح ، حصد من زرع ، ربح من اشترى وخسر من حافظ على كرامته ولم يبع صوته وللأسف كانو هم الاكثرية. لأن الكف لم يستطع أن يقاوم المخرز ولأن المخرز اتى هذه المرة مدعوماً بغلاء الاسعار يقف وراءه فقرٌ مدقع فتك بأبناء الشعب، فكيف لهذا الكف المسكين أن يقاوم 100 مليون دينار صرفت من قبل المرشحين حسب آخر احصائية والمخفي اعظم.
للأسف كنت احد الخاسرين ولم يحالف مرشحي الحظ ، لأن الأهل تركونا وحيدين منهم من تمترس وراء باب بيته مقاطعاً مع الذين قاطعو دون ان يعرف سبب المقاطعة ومنهم من لم يستطع مقاومة المخرز فباع ، كان يضن بأنه باع صوته فقط ولكنه باعنا جميعاً . والحرب سجال يوم لك ويوم عليك والبقاء لصاحب النفس الطويل . صاحب الحق ....
في اليوم التالي قلبت صفحات الجرائد لأرى من ربح ومن خسر فكان الخاسر الاكبر هو الأردن ، اسماء هي نفس الاسماء وصور هي نفس الصور ومن حل ضيفاً جديداً لا أضنه سيستطيع مقاومة المغريات التي ستنهال عليه من كل حدب وصوب كلٌ يريده الى جانبه فأمامهم ثلاث معارك ، منهم من يريدة لمعركة رئاسة المجلس الموقر ومنهم من يريدة لأم المعارك معركة طرح الثقة في الحكومة الجديدة، وأما المعركة الثالثة وهي الأهم في نظري معركة التكتلات النيابية وهنا تكون اللعبة الكبرى فهو امام خيارين احدهما حلو وليس احلاهما مر كما جرت العادة فعلية ان يختار اما ان يبقي على مبادئه التي على اساسها اختاره الشعب واما ان يبيع لمن يشتري ( والدفيعه كثار ).
كانت فرحتنا عظيمة عندما اتت الأرادة الملكية السامية بحل المجلس السابق وكانت فرحتنا اكبر عندما طلب القائد حفظه الله من الحكومة اجراء الانتخابات مع التركيز على المشاركة الحزبية والانتقال من المرحلة التقليدية للنظام الديمقراطي الى مرحلة اكثر رقياً في التجربة الديمقراطية والارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة في مجال الحريات والحياة الديمقراطية، ما قرأته في الصحف اليومية والالكترونية في هذا المجال وعن مشاركة الاحزاب كان فاجعة ، ضحكت كثيراً ولكن الدموع كانت بحجم الفرح ان لم تكن اكثر ، اتت احزاب كثيرة وقاطعت اخرى لحاجة في نفس يعقوب ، وجرت الانتخاباب بمن حظر.
اتت احزاب ونجحت ولكن بأمينها العام فقط لأن ليس لهذا الحزب اتباع ، وفشلت أخرى لأن التخطيط كان فاشلاً ، أما من نجح ولو بعدد قليل بعدما نشروا مرشحيهم من شرق البلاد الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وتغنوا بالوطنية وضربو على هذا الوتر كثيراً ليستثيروا مشاعر الشعب على اساس انهم يعرفون من اين تأكل الكتف. ولكن الرد كان عنيفاً من ابناء واحفاد الحسين العظيم طيب الله ثراه فقالو لهم " ان الوطنية الحقة ليست حكراً على أحد " .
وان في الاردن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر وانهم لم ولن يخونوا عهدا قطعوه للراحل العظيم وبايعو على اساسة رب البيت الجديد عبد الله الثاني حفظه الله. وليعلم هؤلاء بأن الوطنية لا تشترى ولا تباع ولا يمكن ان تدرج ضمن حساباتهم في البورصات المحلية أو العالمية.
ما فجعني وصدمني وهو حال كل الاردنيين هو تبجح بعض الاحزاب وتملقها بأن كان لها مرشحين علنيين وآخرين في قصور من برزخ وعاج لم تعلن اسماءهم وسيتم اظهارها للعلن في الوقت المناسب ، فاذا كان يوم الانتخابات التشريعبة ليس مناسبا. فمتى يكون اذاً هذا اليوم.
ولماذا الخوف من الاعلان عنهم أم هم اجل وارفع من ان توضع اسمائهم على قائمة الحزب فلا بهم ولا بحزبهم اذاً وليذهبو هم ومن آواهم الى مزبلة التاريخ مع ان مزبلة التاريخ أجل وارفع من أن تأوي أمثالهم. ولم يكتفوا بهذا بل وصلت جرأتهم الى القول بأن هناك نواب مستقلون سيعرضون عليهم المشاركة والانظمام الى هذه الاحزاب وكأن الحزب للنواب فقط وكأن هؤلاء النواب لم ينتخبهم شعب كامل. فمن يقبل الانظمام الى مثل هكذا احزاب فهو من طينتهم ومن عقليتهم ويسير على مبدأ أن ما تم شراءه بالمال لا يعطى هبةً بل يباع بالمال ايضا.
من هنا جاء الرد عنيفاً على هذه الاحزاب وكان صوت الوطن اعلى من صوت اصحاب المصالح الشخصية، وسنبقى مرابطين على ارض الحشد والرباط وان لزم الامر سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه اللعب بمشاعر الشعب والتشكيك بوطنيتهم ونقول لهم " ان كنتم ريحاً فقد لاقيتم أعاصيرا ...."