الملك من البترا .. حالة سياحية اقتصادية نموذجية
نيفين عبد الهادي
16-01-2023 12:23 AM
الدخول في جوهر رسائل جلالة الملك عبدالله الثاني يحتاج قراءات جذرية، وسعي مباشر للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع، ففي كلّ مرة يتحدث بها جلالته يوجّه بتوجيهات هامة جدا، وتغيّر من تفاصيل قطاعات متعددة، وتدفع نحو اقتصاد قوي وإصلاح حقيقي على صعد مختلفة.
بالأمس، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على «أهمية التركيز على تطوير مدينة البترا وتنويع منتجها السياحي، والاستفادة من كونها إحدى عجائب الدنيا السبع التي تسهل ترويجها عالميا»، رسالة ملكية تحمل مضامين هامة جدا، تؤشّر لأهمية قطاع السياحة وضرورة استثماره بما يخدم الاقتصاد الوطني، سيما عندما يتحدث جلالته عن جانب مهم ربما أغفلته الإدارة السياحية في القطاعين العام والخاص، متمثلا في أن البترا إحدى عجائب الدنيا السبع، وفي ذلك جانب سياحي يجب العمل على جعله ركيزة تسويقية، لجذب مزيد من أعداد السياح.
لم يترك جلالة الملك مناسبة، إلاّ ووضع السياحة في مكانها الذي يليق بها، برسائل وتوجيهات تحتاج فقط للتنفيذ، حتى يخرج القطاع من أزمات تراكمت بفعل عدد من الظروف أبرزها جائحة كورونا، فضلا عن اختيار جلالته للأماكن التي يزورها بالميدان وتأخذ طابعا سياحيا هاما، ويحتاج المزيد من العمل لإبرازه وحضوره على خارطة السياحة العربية والإقليمية، وفي كلّ ذلك مدرسة سياحية على العاملين في القطاع الأخذ بها على محمل التنفيذ الفوري، وجعلها مجسدة ببرامج وخطط تنعكس على أرض الواقع.
حملت زيارة جلالة الملك أمس لمدينة البترا ولقائه ممثلين عن المجتمع المحلي، مضامين هامة جدا، ورمزية عبقرية لأهمية السياحة، سيما وأن جلالته اطلع خلالها على متحف البترا ومشروع إنتاجي، لافتا «إلى أن الارتقاء بالخدمات السياحية في المثلث الذهبي (البترا، وادي رم، العقبة) وأنه «سينعكس إيجابا على أبناء المنطقة والوطن بشكل عام»، هي حالة سياحية اقتصادية متكاملة، في تطوير مواقع السياحة ودمج أبناء المجتمع المحلي، وفي ذلك تجاوز لمشاكل كثيرة من أبرزها البطالة والفقر، وطالما تحدثت دراسات سياحية على أن السياحة من أكثر القطاعات توفيرا لفرص العمل، بشكل مباشر أو غير مباشر.
وكعادة جلالته بإحاطته في كافة التفاصيل لكافة القطاعات، بين جلالته «أن الأرقام في البترا تشير إلى الارتفاع المستمر في أعداد الزوار، وهو ما يستدعي التركيز على توسيع الاستثمار في القطاع السياحي بالمدينة وتطوير البنية التحتية، وتقديم خدمات متطورة تواكب متطلبات السياحة المتجددة»، وهي رسالة ملكية هامة لجهة الاستثمارات وتوسيع مساحات هذا الجانب الهام، وبالمقابل تطوير البنية التحتية بالمدينة، كرسالة تكمّل الصورة السياحية الاستثمارية المثالية، ففي تحسين البنية التحتية أحد عوامل جذب الاستثمارات، الأمر الذي يدفع باتجاه تحريك عجلة التطوير السياحي بكافة تفاصيله، بتنفيذ رسائل وتوجيهات جلالة الملك.
بلغة واضحة، أشّر جلالة الملك لحالة سياحية اقتصادية نموذجية في البترا، تجعل من القطاع السياحي أكثر تطورا، وتضع الأردن على خارطة المنافسة السياحية العالمية، وتحقق تحديثا واصلاحا اقتصاديا وسياحيا مؤكد النجاح والنتائج الايجابية.
(الدستور)