في الأخبار التي تحب الحكومة -هذه المرة- أن تكررها, أن الأحزاب "حصدت" عدداً من المقاعد, وتذكر الرقم الذي يتفاوت بين طريقة حساب وأخرى. والتساؤل هنا عن مدى دقة استخدام مفهوم "الحصيدة" في التعليق على سلوك الأحزاب الانتخابي.
أقترح استخدام مفهوم آخر, ذكرني به الصديق ناجح الخطيب, وأراه مناسباً أكثر من مفهوم الحصيدة وهو لحسن الحظ ينتمي إلى عالم الزراعة أيضاً. إنه مفهوم "اللقاطة", من الفعل لَقَط يلقط, فهو لقّاط وهي لقّاطة, والجمع لقاطون ولقاطات على التوالي, وهو العمل الذي يقوم به رجال ونساء يمشون خلف الحصادين في الحقول يلتقطون ما يتساقط من أيديهم وما يسهون عنه خلفهم من سنابل القمح أو عيدان العدس ثم يجمعونها ويجرون عليها باقي العمليات الزراعية من دْراسة وتذرية وغربلة واستخراج المحصول من حبوب وتبن وخلافه.
الواقع أن أغلب الحزبيين اعتمدوا أسلوب اللقاطة وراء الحصادين ولم يكونوا حصادين أصلاء, أما الحزبي الحصاد فقد اضطر في يوميات وتفاصيل حملته الانتخابية أن لا يكون حزبياً من الأصل.
سمعت مؤخراً أن رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة كان ينصح بعض المرشحين باعتماد أسلوب اللقاطة مكرراً المثل الشعبي الدارج عند الفلاحين الذي يقول أن "اللقاط الشاطر قد يجمع أكثر من حصاد". غير الفرق بين الزراعة والانتخابات هو أن الحصادين في الحقول كانوا يتعمدون ترك بعض السنابل خلفهم كي يستفيد منها اللقاطون, وهو للأسف ما لا يفعله حصادو الانتخابات.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)