ليس من حق احد حرق غابة ، او قطع طريق عام ، او اطلاق النار في الهواء او ضد ابرياء ، وليس من حق احد ان يقرر ان يدب الفوضى في البلد ، لانه يظن انه فقد موقعاً نيابياً.
التعبير عن الغضب ، مؤشر على طبيعة الذي يعبر في حالات كثيرة ، فالذي يقطع الطرق ويحرق وُيسيل الشغب في شوارع البلد ، يقول ويعترف لك علناً انه لايستحق النيابة ، لان هذه السلوكيات تؤشر على معدن المرشح الذي سكت على هذه الفوضى وربما اذكاها.
لو قررت الدولة اختيار اي احد من المرشحين غير الناجحين وتعيينهم في مجلس الاعيان ، على سبيل المثال ، فإن هذه التصرفات انهت فرصة هذا او ذاك ، بل اعطت انموذجاً مريراً على مايمكن ان يفعله بعض الناس ساعة ضيق او عتب.
مجلس النواب تم انتخاب نوابه ، والامر انتهى عند هذا الحد ، رضي من رضي ، وابى من ابى ، وماهو مهم حقاً ، ان تخاف كثرة على استقرار البلد ، لان استقراره ليس ملكا لفرد او لمجموعة ، او لمرشح لم يجبره أحد على الترشيح وخسارة ماله ووقته واحلامه.
الذي يتفرج على الخراب في كل مكان في دول الجوار يحزن لهذا العنف الانتخابي ، الذي يبقى اقل بكثير من عنف الانتخابات النيابية والبلدية السابقة ، الا انه حظي بتغطية موسعة من الاعلام ، فتبدى مضاعفاً ، فيما عنف المرات الماضية اكثر الا انه توارى خلف الاعلام.
المخالفات في الانتخابات ارتكبها افراد من حيث تزوير هويات او شراء اصوات ، والمؤسسة الرسمية لم تتدخل وتغذي صندوق هذا بالاصوات ، وهذا ماشهدت به منظمات دولية واجنبية ، فلماذا يتم توجيه الغضب باتجاه البلد واستقراره ومؤسساته..؟
من الطبيعي ان يبحث الذي لم ينجح عن اثواب لتغطية وجهه امام اطاره الاجتماعي لمداراة فشله ، وهي لعبة مكشوفة ، تعبيراتها حادة وتريد ان تقول ان المرشح في كفة والبلد في كفة اخرى ، حتى لو هزل وزن المرشح اساساً.
احترم بشدة كل مرشح لم يفز واختصر على حاله سوء السمعة بعد النتيجة ، فعدم النجاح امر عادي ، اما غير العادي هو احتراق سمعة كثرة في نار تخريب البلد واستقراره بذرائع لاتصمد ابداً ، امام حقه بالتعبير الحضاري.
من يريد قطع الطريق العام ، والذي يريد قطع الكهرباء عن مدن ، والذي يريد ان يقتل ويجرح ، هل يستحق ان يكون نائباً؟والسؤال يقودك الى جواب واحد فقط:الحمد لله ان بعضنا لم ينجح.
احرق غرفة نومك كما تشاء ، اما البلد فليس لك وحدك.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)