اذا لم نتطور.. سنتدهور ! نعم سنتدهور فقد أصبحنا نعيش واقعًا سريعًا غريبًا صعبًا ومجحفًا وإن لم نملك أدوات جديدة فيجب علينا أن نخلقها او أضعف الإيمان أن نتخيلها.
بعيدًا عن المقدمات المملة: قبل عشر سنوات تقريبًا النساء كانت تطبخ في المنازل حتى الموظفات منهن ويستخدمن الأرز والدجاج والبهارات والخضروات أما الآن ومن دون مبالغة أكثر من ٦٠% من العائلات تطلب الطعام عبر التطبيقات وذلك لأسباب عديدة من أهمها:
_ السرعة _ الطعم _ التنوع _ الراحة _ السعر
ولست بصدد الحديث عن المميزات في هذا المقالة بل أريد التحدث عن ما يغفل عنه معظم من يفتح محلات البقالة او المولات المختصة بالأطعمة والاغنية والمشروبات الذين يشكون من انخفاض المبيعات وتدنيها لأكثر من ٥٠%.
فكيف ستعمل هذه المحال والنساء كانت في الماضي تشتري جميع مكونات الطبخة ولو (بالدين) من هذه المحال والآن أصبح الأمر مختلفًا، وقس على ذلك محلات الألبسة والمُعدات والإكسسوارات التي صارت تُطلب (اونلاين).
الفكرة أن معظم المشاريع سواء الصغيرة أو الكبيرة ولا أتحدث عن مقدمي الخدمات أصبحت مهددة بالانقراض بسبب ما أسلفت من تحوّلٍ في طبيعة حياة الإنسان في وقتنا الحالي.
الرهان الآن على (التطور) والتجديد في الأفكار وتقديم الخدمات الأسرع والاسهل والأفضل وليس على عرض المنتجات وبيعها بشكل تقليدي.
حتى الإعلان عبر وسائل التواصل أصبح مبتذلًا وهزيلًا ولا ينفع إلا في بعض الأحيان، وابتكر بعض التجار أسلوب بيع جديدًا يسمى (حرق الأسعار) وهو أن تبيع صنفًا او صنفين من منتجات المحل بسعر التكلفة أو أقل جاذبًا بذلك الزبائن إلى المحل لعل وعسى أن يشتري من الأصناف الأخرى، ولكن الزبون اكتشف هذه الخدعة وإن زار المحل يشتري فقط من العروض ويخرج حاملًا معه خيبة التاجر الذي نفدت كل محاولاته .
حان الوقت الآن للصحوة الجماعية وخصوصا في بلدنا الأردن لان عدد السكان قليل ولا يلبي طموحات المستثمرين والتجار ومعظم سكان هذا البلد ينجرّون وراء التطور جرّاء أعلى نسب على مستوى العالم من وصول الانترنت للفرد ، فهنا وجبت الصحوة .. الصحوة الجماعية التي تنذر ولا تعذر ، والحلول موجودة والوصول للمعلومة أصبح سهلا و الخلاصة في التطور فإذا لم نتطور سنتدهور .