قضايا اجتماعية "1- التنمّر"
د. عزت جرادات
15-01-2023 01:42 PM
لعل من أخطر الظواهر الاجتماعية والسلوكية هي ظاهرة ما يُعرف ب (التنمّر) التي إنتشرت على نطاق مجتمعي واسع لدى مختلف المجتمعات، فهو ظاهرة إجتماعية سلبية تعبرّ عن سلوكٍ للإيذاء النفسي أو الإجتماعي، وأحياناً ما يتم بأسلوب لفظي، وقَلَّ ما يأخذ طابعاً جسدياً، وفي الوقت نفسه تكون الضحية أضعف ما تكون قادرة على الدفاع عن نفسها.
فالتنمّر شكل من أشكال المضايقات بسلوكٍ مؤْذٍ نفسياً أو اجتماعياً أو جسدياً، وقد يتعرض له الشخص بشكل متكرّر.
ويحمل التنمّر بمختلف أساليبه مخاطر كبيرة، فاستمرار تعرّض شخص ما للتنمّر قد يؤدي به إلى حلات مَرَضية كالضغط النفسي أو العاطفي أو القَلَق والشعور بالحطِّ من تقدير الذات، وقد يؤدي في حالات نادرة إلى الاكتئاب، ومخاطرة النهائية معروفة.
أما المتنمِّر فيمتلك صفات سلبية عدوانية مثل السادية أو حب السيطرة والهيمنة أو جلْب الإنتباه لسلوكه وصفاته السلبية.
أكثر الأماكن للتنمّر
قد تكون المدارس بسلوكيات عدوانية ضحيتها شخصية مسالمة هادئة فوق المألوف، وفي أماكن العمل حيث يبرز سلوك يتنافي مع السلوكيات العادية التي تتسم بها أي مؤسسة، فالسلوك في الأماكن الصحية يتّسم بالجانب الإنساني الهادىء، وفي أماكن العلم والبحوث والدراسات والمعلومات يكون العقل الإنساني في حالة التركيز الذهني، فإذا ما ظهر سلوك يتناقض مع مثل هذه الصفات فيكون ذلك سلوك التنمّر وأخطارهِ الكامنةِ.
ما العلاج:
لا علاج أكثر فعالية لحالات التنمّر أفضل من التثقيف المجتمعي لطبيعة السلوك الإجتماعي الذي تتسم به كل مؤسسة من جهة؛ والتعريف بسلوك التنمّر وأضراره وأخطاره، نفسياً واجتماعياً ونفسيا، من جهة أخرى.
أما الشخص الضحية للتنمّر فهو في أشدِّ الحاجة للتشجيع النفسي والاجتماعي، وتحفيزه للإنخراط في الأنشطة الاجتماعية والفنية والرياضية وغيرها.
ولا أظن أنه يوجد أكثر تثقيفاً من ذلك التوجيه الإلهي:
-لا يسخر قوم من قوم
-ولا نساء من نساء
-ولا تلمزوا أنفسكم
-ولا تنابزوا بالألقاب
-إنه علاج روحي واجتماعي للتنمّر قبل أن يوجد.