من أيقونات الثقافة المطبخية للسيدة الأردنية وجود مخزون وافر من المرطبانات ذات الأحجام والألوان والأنواع المتعددة، تشكل هذه المرطبانات مخزونا استراتيجيا للأسرة، ومؤشر من مؤشرات الأمن الغذائي بعيد المدى.
وتتفنن النساء في ترتيب وتوزيع الأدوار بين هذه المرطبانات، فهذا لمخزون العدس، وذاك للفريكة، واخر للسكر، وضمن معادلة حسابية دقيقة تقول لك: هذا يصلح للسكر ولا يصلح للشاي، وهذا يصلح لكبس الزيتون ولا يصلح لتخزين الفريكة، دون ان تعرف ما هي المعايير التي بناءا عليها وزعت المهام بين المرطبانات المختلفة.
الشيء نفسه تقريبا يحدث في (البرطمان)، حيث ترى برطمانا يصلح للنعيق والزعيق، واخر مهمته إلقاء النكات الساذجة والمملة، ومن الرفوف العليا والسفلى يخرج عليك برطمان مليء بالمكبوس والمكدوس ليشرح لك حالة صاحب الحظ المتعوس، وربما تجد برطمانا فارغا ليس له غطاء لا يصلح إلا للكيل ثم يُلقى في أسفل الرف حتى يتم احتياجه في مناسبة كيل قادمة.
المطلوب منا أن نراقب برطماناتنا، وأن نتقن توزيعها كما تفعل الأمهات في البيوت، وإلا ستأتي علينا سنوات عجاف لا نجد فيها ما يسد جوعنا ، وأن نعض أصابعنا ندما، وقد فات الأوان.