تعريف المراهقة في الإسلام
13-06-2023 12:35 PM
عمون - تعتبر المراهقة فترة زمنية في حياة الإنسان تمتد من ظهور علامات البلوغ وتغيرات الجسم وتستمر حتى سن البلوغ الكامل، ويبدأ سن المراهقة عادة حوالي سن 11 عامًا ويستمر حتى سن 21 عامًا تتميز هذه المرحلة بسمات خاصة، بالإضافة إلى التحديات والمشاكل التي يمكن أن يواجهها الشباب خلالها، مثل الاندفاع والتهور والسلوك الخطر، وسوء تفسير النصائح الاجتماعية، والتورط في المشاكل والتعرض للحوادث.
في الإسلام، تلقت فترة المراهقة عدة مسميات، مثل البلوغ وسن التكليف، وقد وضع الفقهاء أحكامًا فقهية استنادًا إلى الشريعة الإسلامية لهذه المرحلة. وتشير الأحاديث النبوية والنصوص القرآنية أيضًا إلى أهمية هذه المرحلة، كما في الحديث النبوي: "رفع القلم عن ثلاثة: حتى يبلغ الصبي، وحتى يستيقظ النائم، وحتى يعتق الجني". وبالتالي، يكون المراهق مسؤولًا شرعيًا بعد البلوغ، وعلى المسلمين أداء الفرائض والواجبات الدينية والمحاسبة على أفعالهم.
للمراهق مسؤوليات كبيرة في هذه المرحلة، ومن أهمها التفرغ لعبادة الله واتباع توجيهات الشرع ولا يُحاسب المراهق على الأوامر الشرعية والتكاليف الدينية قبل بلوغه، ولكنه بعد ذلك يصبح مسؤولًا عن أداء الفرائض والواجبات المفروضة عليه، مثل الطهارة والصيام والصلاة والحج، وغيرها يجب على المراهق أن يكون على علم بأن ملائكة الله تسجل أفعاله السيئة وتحاسبه عليها في يوم الحساب، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فإذا ارتكب المعاصي أو الذنوب، مثل الكذب أو النظر إلى المحرمات، فإنها ستُسجل عليه وتحاسب عليها في الآخرة.
يجب أيضًا أن لا ننسى أن البلوغ يعني أن الشهادة والعقلية البالغة تُقبل، وتُطبق عليه جميع الأحكام المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية. وإذا قام المراهق بارتكاب جرائم تستوجب الحدود الشرعية، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن تلك الأعمال ويعاقب وفقًا للشرع. وفي حالة كونه يتيمًا، ثم بلغ سن الرشد واستقلالية العمل والمال، يصبح لديه الحق الكامل في إدارة أمواله واتخاذ القرارات المالية الخاصة به.
دور الوالدين ذو أهمية كبيرة خلال فترة المراهقة، حيث يتحملون مسؤولية توجيه أبنائهم نحو السلوك السليم كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" وتتعدد أساليب التعامل مع المراهقين، بما في ذلك:
- غرس طاعة الله وطاعة الوالدين في قلوبهم وتشجيعهم على الالتزام بهما.
- مرافقتهم للمسجد وتعزيز الروابط الدينية، مثل الاشتراك في حلقات تعليم القرآن والذكر.
- تشجيعهم على صحبة الأخيار والتعرف على أصدقائهم، وتحذيرهم من التأثر بأصدقاء سيئين.
- توفير القدوة الحسنة لهم وتذكيرهم بأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصالحين.
- توجيههم بعيدًا عن السلوكيات السيئة والعادات الضارة، مثل التدخين ومخاطره الصحية.
- استثمار وقتهم وطاقتهم في أنشطة إيجابية تعود بالفائدة عليهم، مثل ممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة التطوعية في المجتمع.
في الختام، يجب على الوالدين أن يتعاملوا بحكمة وصبر مع مرحلة المراهقة، فهي فترة تتطلب التوجيه والدعم العاطفي عن طريق توفير الإرشاد الديني والقيم الإيجابية، يمكن للوالدين أن يساعدوا أبنائهم على النمو والتطور في هذه المرحلة المهمة من حياتهم.