محمد وزيد وجواد.. أحبائي كبرتم اليوم وكلي فخر بكم وأنا اتذكر طفولتكم الوردية المبهجة، وانا أسترسل هذه الكلمات اليوم بأن تضحيتي لم تذهب هباءً .

كنت أخوض غمار معركة طاحنة بين قلبي الذي يريد أن يجود وأن يدلل ويعطف وأن يعطي من الحب جرعات مركزة وبين عقلي الذي يعلم أن الحب وحده لا يكفي لتربيتكم، على القيم والاخلاق الحسنة والمبادىء الصحيحة ،فلا بد من الحزم والشدة، فلم أكن اريد أن اصور لكم الحياة سهلة يسيرة بكل مراحلها ولا أن طريق النجاح محفوف بالورد والرياحين ،ولا أن الحياة عادلة لا تحتاج لبذل من الجهد وتأتي ظروفنا كيفما نشاء .

علمتكم وربيتكم على القوة والشدة وعلى مقارعة هذه الحياة بكل جلد ونفس طويل ،حتى لا تستسلموا من أول عائق أو عثرة أو فشل، أريدكم أن تكونوا مقتحمين لمتاهات الحياة دون أن تفقدوا البوصلة نحو مبادئكم وثوابتكم ووضعت بفكري وقلبي قول (اخشوشنو فان النعم لا تدوم ).

اليوم أراكم بعيوني كباراً بدينكم وصدقكم وافكاركم، كنت أماً لا يغيب عن بالها برحلتها مع الحياة أن تربي شباباً واثقين من أنفسهم ،تكتمل فيهم معاني الجد والاجتهاد والاعتماد على النفس والصبر على شدائد الحياة والتواضع بعيداً عن الأنا والغرور والاعتداد الزائد بالذات .

وجرت الايام والاعوام وكبرنا مع بعضنا البعض ورأيتكم وأنتم أحسن الناس على والدكم بمرضه وعنايتكم به، ورأيتكم رجالاً تأخذون العزاء به وتقفون جبابرة مع الحدث الذي كسر قلوبكم، حزن الحياة بمجملها وفقدانكم لوالدكم رحمه الله وأنتم صغاراً بالعمر ولكنكم كباراً بالفعل والعقل .

وتذكركم لقول الله تعالى: (وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا).

أبنائي قرة عيني لعل تواريخ اعيادكم المتقاربة بين 14-20 كانون الثاني و22 شباط لم يسعنِ في هذا العام أن أكتب رسالة لكل واحد منكم تتذكرون ذكرى ميلادكم وأنتم تعيشون بمشاعركم المثقلة .

اليوم أكتب رسالتي لكم ولا أعلم كم من الحياة تجمعنا ببيت واحد سواء بالحياة او بأخرى؟، فهذه مشيئة رب العباد، ولكني اليوم اهنئكم بذكرى مولدكم وحسبي أني ما بت ليلة إلا وهموم تربيتكم تقض مضجعي وسعادتكم ودراستكم والى ما وصلتم اليه اليوم ،جعلكم الله من الصالحين وجعلكم قرة عيني وسدد على طريق الحق خطاكم .

والدتكم :أمل محي الدين الكردي..