تفاعلات الكتل النيابية في العراق إلى أين ؟! ..
سلامه العكور
11-11-2010 06:42 PM
المتابع لتطورات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي العراقي، يجتاحه الحزن والاسف الشديدان...
فمنذ ظهور نتائج الانتخابات النيابية والكتل النيابية الفائزة تعيش داخل ازمة سياسية والعراق كله يعيش في ازمة فراغ سلطوي مكشوف، فالكتل النيابية تدخل في حوار وتخرج من حوار بدون نتائج ايجابية...
وظاهر هذا المأزق سياسي ولكنه في الجوهر طائفي بامتياز، فدول جوار العراق لها ادوار متعارضة تنعكس بآثارها وتداعياتها على العلاقات بين الكتل النيابية الفائزة...
لقد زار رؤساء الكتل النيابية عواصم دول الجوار المؤثرة بالتناوب وهذه الدول تؤكد انها تقف على مسافة واحدة من هذه الكتل، ولكن الصحيح هو غير ذلك، فايران تلعب دورا كبيرا في التأثير على اطراف الائتلاف الشيعي وعلى حكومة المالكي المنتهية ولايتها، والمالكي يرى ان تشكيل الحكومة يجب ان يكون برئاسته ومن صلاحيته هو وحده !!...
المشهد العراقي يظهر ان ايران والولايات المتحدة الامريكية هما اللاعبان الرئيسيان في العراق، والدور العربي المعتدل والممانع هامشي او مغيَب...
والكتلة العراقية بزعامة اياد علاوي تؤكد المرة تلو الاخرى انها لن تشارك في حكومة يشكلها ويرأسها نوري المالكي، مما يزيد الازمة تعقيدا وصعوبة...
والعراقيون منقسمون في ولائهم بين الكتل النيابية وبين الاحزاب الطائفية العديدة، والاكراد يلعبون على حبال هذه الكتل النيابية المتصارعة باحثين عن فرص اكبر لتحقيق مصالحهم وان ادخال مدينة كركوك ضمن حدود حكمهم لمنطقة شمال العراق من اكبر اهدافهم...
من المعروف لجميع دول العالم ان العراق قطر عربي بامتياز وبدون ادنى تحفظ، ولكن الكتل الطائفية الشيعية والعرقية تحاول جاهدة اخراجه من حاضنة عروبته...
مما يقتضي التصدي الحازم والقوي والشجاع لهكذا توجه، وهنا يجب القول ان على الدول العربية ان لا تظل مكتوفة الايدي متفرجة على تطورات المشهد العراقي، بل ان عليها ان تستخدم ثقلها السياسي والاقتصادي وعلى كل صعيد لتعزيز وتقوية وتعظيم دورها المؤثر في العراق لجهة العمل على تحقيق الوحدة الوطنية السياسية والاجتماعية والثقافية بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية المريضة.. مما يجعل تشكيل الحكومة الوطنية على اساس الكفاءات والولاء للوطن وللشعب والامة العربية هو الحافز الاكبر لجميع الكتل النيابية ولجميع الاحزاب الوطنية والقومية والاسلامية، ودعوة خادم الحرمين الشريفين لزعماء جميع الكتل النيابية الى الرياض خطوة في الاتجاه الصحيح...
والهدف الاعظم والاول للجميع هو اخراج قوات الاحتلال وتحرير كل شبر من ارض العراق بحيث تستكمل حلقات استقلاله الوطني وسيادته القومية...
اما وقوف الدول العربية بدون حراك فان من شأنه الحاق اخطر الاضرار بالعراق بأمنه وبمصالح الامة وبأمنها القومي...
(الرأي)